الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وممن توفي فيها من الأعيان :

            الشيخ الإمام العلامة قطب الدين أبو بكر محمد  بن الشيخ الإمام أبي العباس أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد الميمون القيسي التوزري المصري ثم المكي ، الشافعي المعروف بالقسطلاني

            شيخ دار الحديث الكاملية بالقاهرة ، ولد سنة أربع عشرة وستمائة ، ورحل إلى بغداد فسمع الكثير ، وحصل علوما ، وكان يفتي على مذهب الشافعي ، وأقام بمكة مدة طويلة ، ثم صار إلى مصر ، فولي مشيخة الحديث ، وكان حسن الأخلاق محببا إلى الناس ، توفي في آخر المحرم ودفن بالقرافة الكبرى ، وله شعر حسن ، أورد منه ابن الجزري قطعة صالحة .

            عماد الدين محمد بن عباس الدنيسري  

            الطبيب الماهر ، والحاذق الشاعر ، خدم الأكابر والوزراء ، وعمر ثمانين سنة ، توفي في صفر من هذه السنة بدمشق .

            قاضي القضاة برهان الدين الخضر بن الحسن بن علي السنجاري  

            تولى الحكم بالديار المصرية غير مرة ، وولي الوزارة أيضا ، وكان رئيسا وقورا مهيبا ، وقد باشر القضاء بعده تقي الدين ابن بنت الأعز .

            شرف الدين سليمان بن بنيمان  

            الشاعر المشهور ، له ديوان ، مات في صفر منها .

            الشيخ الصالح عز الدين عبد العزيز بن عبد المنعم بن الصيقل  الحراني

            ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة ، وسمع الكثير ، ثم استوطن مصر حتى توفي بها في رابع عشر رجب وقد جاوز التسعين ، وقد سمع منه الحافظ علم الدين البرزالي لما رحل إلى مصر في سنة أربع وثمانين ، وحكى عنه أنه شهد جنازة في بغداد فتبعهم نباش ، فلما كان الليل جاء إلى ذلك القبر ففتح عن الميت ، وكان الميت شابا قد أصابته سكتة ، فلما فتح القبر نهض ذلك الشاب الميت جالسا ، فسقط النباش ميتا في القبر ، وخرج الشاب من قبره إلى أهله .

            وحكى له قال : كنت مرة بقليوب وبين يدي صبرة قمح ، فجاء زنبور فأخذ واحدة ثم ذهب بها ، ثم جاء فأخذ أخرى ثم ذهب بها ، ثم جاء فأخذ واحدة أخرى أربع مرات . قال : فاتبعته ، فإذا هو يضع الحبة في فم عصفور أعمى بين تلك الأشجار التي هناك .

            قال : وحكى لي الشيخ عبد الكافي أنه شهد مرة جنازة ، فإذا عبد أسود معنا ، فلما صلى الناس عليها لم يصل ، فلما حضرنا الدفن نظر إلي وقال : أنا عمله . ثم ألقى نفسه في قبر ذلك الميت . قال : فنظرت فلم أر شيئا .

            الحافظ أبو اليمن أمين الدين عبد الصمد  بن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن الحسن بن عساكر الدمشقي

            ترك الرياسة والأملاك ، وجاور بمكة ثلاثين سنة ، مقبلا على العبادة والزهادة ، وقد حصل له قبول من الناس شاميهم ومصريهم وغيرهم ، توفي بالمدينة النبوية في ثاني رجب منها .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية