ثم دخلت سنة سبعمائة من الهجرة النبوية
استهلت والخليفة والسلطان ونواب البلاد والحكام بها هم المذكورون في التي قبلها ، غير الشافعي والحنفي . ولما كان ثالث المحرم جلس المستخرج لاستخلاص أجرة أربعة أشهر من جميع أملاك الناس وأوقافهم بدمشق ، فهرب أكثر الناس من البلد ، وجرت خبطة قوية وشق ذلك على الناس مشقة عظيمة جدا . عودة كمال الدين بن الشريشي للتدريس بالناصرية
كان الشيخ زين الدين الفارقي قد درس بالناصرية لغيبة مدرسها كمال الدين بن الشريشي بالكرك هاربا ، ثم عاد إليها في رمضان ، وفي أواخر الشهر درس ابن الزكي بالدولعية عوضا عن القاضي جمال الدين الزرعي لغيبته ، وفي يوم الاثنين قرئت شروط الذمة عليهم ، وألزموا بها ، واتفقت الكلمة على عزلهم عن الجهات ، وأخذوا بالصغار ، ونودي بذلك في البلد ، وألزم النصارى بالعمائم الزرق ، واليهود بالصفر ، والسامرة - بالحمر ، فحصل بسبب ذلك خير كثير ، وتميزوا عن المسلمين . وفي عاشر رمضان جاء المرسوم بالمشاركة بين أرجواش والأمير سيف الدين أقجبا في نيابة القلعة ، وأن يركب كل واحد منهما يوما ، ويكون الآخر بالقلعة يوما ، فامتنع أرجواش من ذلك . وفي شوال درس بالإقبالية الشيخ شهاب الدين بن المجد عوضا عن علاء الدين القونوي بحكم إقامته بالقاهرة ، وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من ذي القعدة عزل شمس الدين بن الحريري عن قضاء الحنفية بالقاضي جلال الدين بن حسام الدين على قاعدته وقاعدة أبيه ، وذلك باتفاق من الوزير الأمير شمس الدين سنقر الأعسر ، ونائب السلطنة جمال الدين آقوش الأفرم . وفيها وصلت رسل ملك التتار إلى دمشق في أواخر الشهر ، فأنزلوا بالقلعة ثم ساروا إلى مصر .