الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            نيابة تنكز على الشام

             في يوم الخميس العشرين من ربيع الآخر دخل الأمير سيف الدين تنكز بن عبد الله المالكي الناصري نائبا على دمشق ، بعد مسك نائب الكرك ، ومعه جماعة من مماليك السلطان منهم الحاج أرقطاي ، على خبز بيبرس العلائي ، وخرج الناس لتلقيه ، وفرحوا به كثيرا ، ونزل بدار السعادة ، ووقع عند قدومه مطر عظيم ، وكان ذلك اليوم يوم الرابع والعشرين من آب ، وحضر يوم الجمعة الخطبة بالمقصورة ، وأشعلت له الشموع في طريقه ، وجاء توقيع لابن صصرى بإعادة قضاء العسكر إليه ، وأن ينظر الأوقاف فلا يشاركه أحد في الاستنابة في البلاد الشامية على عادة من تقدمه من قضاة الشافعية ، وجاء مرسوم لشمس الدين أبي طالب بن حميد بنظر الجيش عوضا عن ابن شيخ السلامية بحكم إقامته بمصر ، ثم بعد أيام وصل الصدر معين الدين هبة الله بن حشيش ناظر الجيش ، وجعل ابن حميد في وظيفة ابن البدر ، وسافر ابن البدر على نظر جيش طرابلس ، وتولى أرغون نيابة مصر ، وعاد فخر الدين كاتب المماليك إلى وظيفته مع استمرار قطب الدين بن شيخ السلامية أيضا مباشرا معه . وفي هذا الشهر قام الشيخ محمد بن قوام وجماعة من الصالحين على ابن زهرة المغربي الذي كان يتكلم بالكلاسة ، وكتبوا عليه محاضر تتضمن استهانته بالمصحف ، وأنه يتكلم في أهل العلم ، فأحضر إلى دار العدل ، فاستسلم وحقن دمه ، وعزر تعزيرا بليغا عنيفا ، وطيف به في البلد باطنه وظاهره وهو مكشوف الرأس ، ووجهه مقلوب ، وظهره مضروب ، ينادى عليه : هذا جزاء من يتكلم في العلم بغير معرفة . ثم حبس وأطلق ، فهرب إلى القاهرة ، ثم عاد على البريد في شعبان ، ورجع إلى ما كان عليه . وفيه قدم بهادرآص من نيابة صفد إلى دمشق وهنأه الناس . وفيه قدم كتاب من السلطان إلى دمشق أن لا يولى أحد بمال ولا برشوة فإن ذلك يفضي إلى ولاية من لا يستحق الولاية ، وإلى ولاية غير الأهل ، فقرأه ابن الزملكاني على السدة ، وبلغه عنه ابن صبيح المؤذن ، وكان سبب ذلك الشيخ تقي الدين ابن تيمية ، رحمه الله .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية