وفاة الملك الصالح إسماعيل
في يوم الأربعاء ثالث شهر ربيع الآخر من سنة ست وأربعين وسبعمائة أظهر موت السلطان الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر بن المنصور آخر النهار ، وكان قد عهد بالأمر إلى أخيه لأبويه الملك الكامل سيف الدين أبي الفتوح شعبان ، فجلس على سرير المملكة يوم الخميس رابعه ، وكان يوما مشهودا ، ثم قدم الخبر إلى دمشق عشية الخميس ليلة الجمعة الثاني عشر منه ، وكان البريد قد انقطع عن الشام نحو عشرين يوما للشغل بمرض السلطان ، فقدم الأمير سيف الدين بيغرا للبيعة للملك الكامل ، فركب علية الجيش لتلقيه ، فلما كان صبيحة الجمعة أخذت البيعة من النائب ، والمقدمين ، وبقية الأمراء والجند - للسلطان الملك الكامل بدار السعادة ، ودقت البشائر ، وزين البلد ، وخطب الخطباء يومئذ للملك الكامل ، جعله الله وجها مباركا على المسلمين .