وقل رب وقرأ ابن محيصن « ( رب) » بالضم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين والظاهر أن طلب كل من المغفرة والرحمة على وجه العموم له عليه الصلاة والسلام ولمتبعيه وهو أيضا أعم من طلب أصل الفعل والمداومة عليه فلا إشكال، وقد يقال في دفعه غير ذلك، وفي تخصيص هذا الدعاء بالذكر ما يدل على أهمية ما فيه، وقد علم صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أن يقول نحوه في صلاته.
فقد أخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وجماعة وابن حبان رضي الله تعالى عنه أنه قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. أبي بكر ولقراءة هذه الآيات أعني قوله تعالى: عن أفحسبتم إلى آخر السورة على المصاب نفع عظيم وكذا المداومة على قراءة بعضها في السفر.
أخرج الحكيم الترمذي وابن المنذر في الحلية وآخرون وأبو نعيم عن رضي الله تعالى عنه أنه قرأ في أذن مصاب ابن مسعود أفحسبتم حتى ختم السورة فبرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأ بها على جبل لزال» .
وأخرج ابن السني وابن منده في المعرفة بسند حسن من طريق وأبو نعيم محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي عن أبيه قال: «بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا أن نقول إذا أمسينا وأصبحنا أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فقرأناها فغنمنا وسلمنا»
هذا والله تعالى المسؤول لكل خير.