الله الذي يرسل الرياح استئناف مسوق لبيان ما أجمل فيما سيق من أحوال الرياح، فتثير سحابا تحركه، وتنشره فيبسطه بسطا تاما متصلا تارة في السماء في سمتها لا في نفس السماء بالمعنى المتبادر، كيف يشاء سائرا، وواقفا، مطبقا، وغير مطبق من جانب دون جانب، إلى غير ذلك، فالجملة الإنشائية حال بالتأويل، ويجعله كسفا أي قطعا تارة أخرى.
وقرأ بسكون السين على أنه مخفف من المفتوح، أو جمع كسفة، أي قطعة، أو مصدر كعلم، وصف به مبالغة، أو بتأويله بالمفعول، أو بتقدير ذا كسف، ابن عامر فترى يا من يصح منه الرؤية الودق أي المطر [ ص: 53 ] يخرج من خلاله أي فرجه جمع خلل، في التارتين الاتصال والتقطع، فالضمير للسحاب، وهو اسم جنس يجوز تذكيره وتأنيثه، وجوز على قراءة «كسفا» بالسكون أن يكون له، وليس بشيء.
فإذا أصاب به من يشاء من عباده بلادهم وأراضيهم، والباء في ( به ) للتعدية، إذا هم يستبشرون فاجؤوا الاستبشار بمجيء الخصب.