الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون مقول قول مقدر معطوف على قوله تعالى : (يؤخذ ) إلخ أي ويقال هذه إلخ أو مستأنف في جواب ماذا يقال لهم لأنه مظنة للتوبيخ والتقريع ، أو حال من أصحاب النواصي بناء على أن التقدير نواصيهم أو النواصي منهم ، وما في البين اعتراض على الأول والأخير وكان أصل التي يكذب بها المجرمون التي كذبتم بها فعدل عنه لما ذكر للدلالة على استمرارذلك وبيان لوجه توبيخهم وعلته . يطوفون بينها أي يترددون بين نارها وبين حميم ماء حار آن متناه إناه وطبخه بالغ في الحرارة أقصاها ، قال قتادة : الحميم يغلي منذ خلق الله تعالى جهنم والمجرم ويعاقب بين تصلية النار وشرب الحميم ، وقيل :

                                                                                                                                                                                                                                      يحرقون في النار ويصب على رؤوسهم الحميم ، وقيل : إذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم ، وقيل : يغمسون في واد في جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فتنخلع أوصالهم ثم يخرجون منه وقد أحدث الله تعالى لهم خلقا جديدا ، وعن الحسن أنه قال : حميم آن النحاس انتهى حره ، وقيل : ( آن ) حاضر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ السلمي يطافون ، والأعمش وطلحة وابن مقسم ( يطوفون ) بضم الياء وفتح الطاء وكسر الواو مشددة ، وقرئ « يطوفون » أي يتطوفون فبأي آلاء ربكما تكذبان هو أيضا كما تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية