عسى ربنا أن يبدلنا أي يعطينا بدلا منها ببركة التوبة والاعتراف بالخطيئة خيرا منها أي من تلك الجنة إنا إلى ربنا لا إلى غيره سبحانه راغبون راجون العفو طالبون الخير ( وإلى ) لانتهاء الرغبة أو لتضمنها معنى الرجوع وعن أنهم تابوا فأبدلوا خيرا منها وروي أنهم تعاقدوا وقالوا إن أبدلنا الله تعالى خيرا منها لنصنعن كما صنع أبونا فدعوا الله عز وجل وتضرعوا إليه سبحانه فأبدلهم الله تعالى من ليلتهم ما هو خير منها وقال مجاهد : بلغني أن القوم دعوا الله تعالى وأخلصوا وعلم الله تعالى منهم الصدق فأبدلهم بها جنة يقال لها الحيوان فيها عنب يحمل على البغل منها عنقود وقال ابن مسعود أبو خالد اليماني رأيت تلك الجنة وكل عنقود منها كالرجل الأسود القائم واستظهر أنهم كانوا مؤمنين أصابوا معصية وتابوا، وحكي عن بعض أنهم كانوا من أهل الكتاب وعن التستري أن المعظم يقولون إنهم تابوا وأخلصوا وتوقف أبو حيان في إيمانهم فقال: لا أدري أكان قولهم الحسن إنا إلى ربنا راغبون إيمانا أو على حد ما يكون من المشركين إذا أصابتهم الشدة . .
وسئل عنهم أهم من [ ص: 33 ] أهل الجنة أم من أهل النار؟ فقال للسائل: لقد كلفتني تعنتا وقرأ قتادة نافع «يبدلنا» مشددا . وأبو عمرو