وإذ أوحيت إلى الحواريين أي أمرتهم في الإنجيل على لسانك أو أمرتهم على ألسنة رسلي، وجاء استعمال الوحي بمعنى الأمر في كلام العرب كما قال وأنشد : الحمد لله الذي استقلت بإذنه السماء واطمأنت أوحى لها القرار فاستقرت أي أمرها أن تقر فامتثلت، وقيل: المراد بالوحي إليهم إلهامه تعالى إياهم كما في قوله تعالى: الزجاج وأوحى ربك إلى النحل ، وأوحينا إلى أم موسى وروي ذلك عن السدي وإنما لم يترك الوحي على ظاهره لأنه مخصوص بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والحواريون ليسوا كذلك وقد تقدم المراد بالحواريين وقتادة،
وأن قوله تعالى: أن آمنوا بي وبرسولي مفسرة لما في الإيحاء من معنى القول، وقيل : مصدرية أي بأن آمنوا إلخ، وتقدم الكلام في دخولها على الأمر والتعرض لعنوان الرسالة للتنبيه على كيفية الإيمان به عليه الصلاة والسلام، والرمز إلى عدم إخراجه عليه الصلاة والسلام عن حده حطا ورفعا قالوا آمنا طبق ما أمرنا به واشهد بأننا مسلمون
111
- مخلصون في إيماننا أو منقادون لما أمرنا به