[ ص: 60 ] قوله عز وجل : بل قلوبهم في غمرة من هذا فيه وجهان :
أحدهما : في غطاء ، قاله ابن قتيبة .
والثاني : في غفلة قاله قتادة .
من هذا فيه وجهان :
أحدهما : من هذا القرآن ، وهو قول مجاهد .
الثاني : من هذا الحق ، وهو قول قتادة .
ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون فيه وجهان :
أحدهما : خطايا [يعملونها] من دون الحق ، وهو قول قتادة .
الثاني : أعمال [رديئة] لم يعملوها وسيعملونها ، حكاه يحيى بن سلام . ويحتمل وجها ثالثا : أنه ظلم المخلوقين مع الكفر بالخالق .
قوله عز وجل : حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب فيهم وجهان :
أحدهما : أنهم الموسع عليهم بالخصب ، قاله ابن قتيبة .
والثاني : بالمال والولد ، قاله الكلبي ، فعلى الأول يكون عاما وعلى الثاني يكون خاصا .
إذا هم يجأرون فيه أربعة تأويلات :
أحدها : يجزعون ، وهو قول قتادة .
الثاني : يستغيثون ، وهو قول ابن عباس .
والثالث : يصيحون ، وهو قول علي بن عيسى .
والرابع : يصرخون إلى الله تعالى بالتوبة ، فلا تقبل منهم ، وهو قول الحسن . قال قتادة : نزلت هذه الآية في قتلى بدر ، وقال ابن جريج حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب هم الذين قتلوا ببدر .
قوله عز وجل : أعقابكم فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : تستأخرون ، وهو قول مجاهد .
والثاني : تكذبون .
[ ص: 61 ] والثالث : رجوع القهقرى . ومنه قول الشاعر :
زعموا أنهم على سبل الحق وأنا نكص على الأعقاب
وهو أي النكوص ، موسع هنا ومعناه ترك القبول .مستكبرين به أي بحرمة الله ، ألا يظهر عليهم فيه أحد ، وهو قول ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وقتادة . ويحتمل وجها آخر : مستكبرين بمحمد أن يطيعوه ، وبالقرآن أن يقبلوه .
سامرا تهجرون سامر فاعل من السمر . وفي السمر قولان :
أحدهما : أنه الحديث ليلا ، قاله الكلبي ، وقيل به : سمرا تهجرون .
والثاني : أنه ظل القمر ، حكاه ابن عيسى ، والعرب تقول حلف بالسمر والقمر أي بالظلمة والضياء ، لأنهم يسمرون في ظلمة الليل وضوء القمر ، والعرب تقول أيضا : لا أكلمه السمر والقمر ، أي الليل والنهار ، وقال الزجاج ومن السمر أخذت سمرة اللون . وفي تهجرون وجهان :
أحدهما : تهجرون الحق بالإعراض عنه ، قاله ابن عباس .
والثاني : تهجرون في القول بالقبيح من الكلام ، قاله ابن جبير ، ومجاهد . وقرأ نافع تهجرون بضم التاء وكسر الجيم وهو من هجر القول . وفي مخرج هذا الكلام قولان :
أحدهما : إنكار تسامرهم بالإزراء على الحق مع ظهوره لهم .
الثاني : إنكارا منهم حتى تسامروا في ليلهم والخوف أحق بهم .
[ ص: 62 ]


