قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون   
قوله تعالى : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم  وفي من  في هذا الموضع ثلاثة أقاويل : 
أحدها : أنها صلة وزائدة وتقدير الكلام : قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم ، قاله  السدي   . 
الثاني : أنها مستعملة في مضمر وتقديره ، يغضوا أبصارهم عما لا يحل من النظر ، وهذا قول  قتادة   . 
الثالث : أنها مستعملة في المظهر ، لأن غض البصر  عن الحلال لا يلزم وإنما يلزم غضها عن الحرام فلذلك دخل حرف التبعيض في غض الأبصار فقال : من أبصارهم ، قاله ابن شجرة   . 
ويحرم من النظر ما قصد ، ولا تحرم النظرة الأولى الواقعة سهوا . روى  الحسن البصري  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن آدم  لك النظرة الأولى وعليك الثانية  . 
ويحفظوا فروجهم  فيه قولان : 
أحدهما : أنه يعني بحفظ الفرج عفافه، والعفاف يكون عن الحرام دون المباح ولذلك لم يدخل فيه حرف التبعيض كما دخل في غض البصر . 
 [ ص: 90 ] الثاني : قاله  أبو العالية الرياحي  المراد بحفظ الفروج في هذا الموضع سترها عن الأبصار حتى لا ترى ، وكل موضع في القرآن ذكر فيه الفرج فالمراد به الزنى إلا في هذا الموضع فإن المراد به الستر ، وسميت فروجا لأنها منافذ الأجواف ومسالك الخارجات . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					