[ ص: 321 ] قوله : ويجعله كسفا فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : قطعا ، قاله قتادة .
الثاني : متراكما بعضه على بعض ، قاله يحيى بن سلام .
الثالث : في سماء دون سماء ، قاله الضحاك .
فترى الودق يخرج من خلاله أي من خلال السحاب . وقرأ الضحاك بن مزاحم : من خلله ، وفي الودق تأويلان :
أحدهما : أنه البرق ، حكاه أبو نخيلة الحماني عن أبيه .
الثاني : أنه المطر ، قاله مجاهد والضحاك ومنه قول الشاعر :
فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها
قوله : فانظر إلى آثار رحمت الله يعني المطر .
كيف يحيي الأرض بعد موتها يعني بالماء حتى أنبتت شجرا ومرعى بعد أن كانت بالجدب مواتا ، قال عكرمة : ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة .
إن ذلك لمحيي الموتى لأن القادر على إحياء الأرض الموات قادر على إحياء الأموات استدلالا بالشاهد على الغائب . وتأول من تعمق في غوامض المعاني آثار رحمة الله أنه مواعظ القرآن وحججه تحيي القلوب الغافلة .
قوله : ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا فيه قولان :
أحدهما : فرأوا السحاب مصفرا ، لأن السحاب إذا كان كذلك لم يمطر ، حكاه علي ابن عيسى وقيل إنها الريح الدبور لأنها لا تلقح .
الثاني : فرأوا الزرع مصفرا بعد اخضراره ، قاله ابن عباس وأبو عبيدة .
لظلوا من بعده يكفرون ومعنى ظل هو أنه أوقع الفعل في صدر النهار وهو الوقت الذي فيه الظل ، لأنه وقت مختص بأهم الأمور لتقديمه عن نية من الليل . وكذلك قولهم أضحى يفعل ، لكن قد يعبر بقولهم ظل يفعل عن فعل أول النهار وآخره اتساعا لكثرة استعماله ، وقلما يستعمل أضحى يفعل إلا في صدر النهار دون آخره .
ويحتمل يكفرون هنا وجهين :
[ ص: 322 ] أحدهما : يشكون .
الثاني : يذمون .


