وأغطش ليلها وأخرج ضحاها معناه أظلم ليلها ، وشاهد الغطش أنه الظلمة قول الأعشى
عقرت لهم موهنا ناقتي وغامرهم مدلهم غطش
يعني يغمرهم ليلهم لأنه غمرهم بسواده .
[ ص: 199 ]
وفي قوله : وأخرج ضحاها وجهان :
أحدهما : أضاء نهارها وأضاف الليل والضحى إلى السماء لأن منهما الظلمة والضياء .
الثاني : قال ابن عباس أن أخرج ضحاها : الشمس . والأرض بعد ذلك دحاها في قوله (بعد) وجهان :
أحدهما : مع وتقدير الكلام : والأرض مع ذلك دحاها ، لأنها مخلوقة قبل السماء ، قاله ابن عباس ومجاهد .
الثاني : أن (بعد) مستعملة على حقيقتها لأنه خلق الأرض قبل السماء ثم دحاها بعد السماء ، قاله ابن عمر وعكرمة . وفي (دحاها) ثلاثة أوجه :
أحدها : بسطها ، قاله ابن عباس ، قال أمية بن أبي الصلت
وبث الخلق فيها إذ دحاها     فهم قطانها حتى التنادي 
قال عطاء : من مكة دحيت الأرض ، وقال عبد الله بن عمر : من موضع الكعبة دحيت .
الثاني : حرثها وشقها ، قاله ابن زيد .
الثالث : سواها ، ومنه قول زيد بن عمرو
وأسلمت وجهي لمن أسلمت     له الأرض تحمل صخرا ثقالا 
دحاها فلما استوت شدها     بأيد وأرسى عليها الجبالا 
				
						
						
