إنه هو يبدئ ويعيد فيه أربعة تأويلات :
[ ص: 243 ]
أحدها : يحيي ويميت ، قاله ابن زيد .
الثاني : يميت ثم يحيي ، قاله السدي .
الثالث : يخلق ثم يبعث ، قاله يحيى بن سلام .
الرابع : يبدئ العذاب ويعيده ، قاله ابن عباس . ويحتمل خامسا : يبدئ ما كلف من أوامره ونواهيه ، ويعيد ما جزى عليه من ثواب وعقاب . وهو الغفور الودود في الغفور وجهان :
أحدهما : الساتر للعيوب .
الثاني : العافي عن الذنوب . وفي الودود وجهان :
أحدهما : المحب .
الثاني : الرحيم . وفيه ثالث : حكاه المبرد عن إسماعيل بن إسحاق القاضي أن الودود هو الذي لا ولد له ، وأنشد قول الشاعر
وأركب في الروع عريانة ذلول الجناح لقاحا ودودا
اي لا ولد لها تحن إليه ، ويكون معنى الآية أنه يغفر لعباده ، وليس ولد يغفر لهم من أجله ، ليكون بالمغفرة متفضلا من غير جزاء . ذو العرش المجيد فيه وجهان :
أحدهما : الكريم ، قاله ابن عباس .
الثاني : العالي ، ومنه المجد لعلوه وشرفه . ثم فيه وجهان :
أحدهما : أنه من صفات الله تعالى ، وهو قول من قرأ بالرفع .
[ ص: 244 ]
الثاني : أنه من صفة العرش ، وهو قول من قرأ بالكسر . ويحتمل إن كان صفة للعرش وجها ثالثا : أنه المحكم . بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ فيه وجهان :
أحدهما : أن اللوح هو المحفوظ عند الله تعالى ، وهو تأويل من قرأ بالخفض .
الثاني : أن القرآن هو المحفوظ ، وهو تأويل من قرأ بالرفع وفيما هو محفوظ منه وجهان :
أحدهما : من الشياطين .
الثاني : من التغيير والتبديل . وقال بعض المفسرين : إن اللوح شيء يلوح للملائكة فيقرؤونه .


