قوله تعالى: فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا يعني ذكر الله بالتعظيم والتسبيح والتقديس بعد صلاته في خوف وغيره: قال ابن عباس : لم يعذر أحد في تركه إلا مغلوبا على عقله. فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة فيه تأويلان: أحدهما: يعني فإذا أقمتم بعد السفر فأتموا الصلاة من غير قصر ، وهذا قول الحسن ، وقتادة ، ومجاهد. والثاني: معناه فإذا أمنتم بعد خوفكم فأتموا الركوع والسجود من غير إيماء ولا مشي ، وهذا قول السدي. إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا فيه تأويلان: أحدهما: أي فرضا واجبا ، وهو قول ابن عباس ، والحسن. والثاني: يعني مؤقتة في أوقاتها ونجومها ، كلما مضى نجم جاء نجم ، وهو قول ابن مسعود ، وزيد بن أسلم. ولا تهنوا في ابتغاء القوم أي لا تضعفوا في طلبهم لحربهم. [ ص: 527 ]
إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون أي ما أصابهم منكم فإنهم يألمون به كما تألمون بما أصابكم منهم. ثم قال تعالى: وترجون من الله ما لا يرجون أي هذه زيادة لكم عليهم وفضيلة خصصتم بها دونهم مع التساوي في الألم. وفي هذا الرجاء اثنان من التأويلات: أحدهما: معناه أنكم ترجون من نصر الله ما لا يرجون. والثاني: تخافون من الله ما لا يخافون ، ومنه قوله تعالى: ما لكم لا ترجون لله وقارا [ نوح: 31] أي لا تخافون لله عظمة. ومنه قول الشاعر:
لا ترتجي حين تلاقي الذائدا أسبعة لاقت معا أم واحدا


