رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين
قوله عز وجل: رب قد آتيتني من الملك فيه أربعة أقاويل:
[ ص: 85 ] أحدها: أن الملك هو احتياج حساده إليه ، قاله ابن عطاء.
الثاني: أراد تصديق الرؤيا التي رآها.
الثالث: أنه الرضا بالقضاء والقناعة بالعطاء.
الرابع: أنه أراد ملك الأرض وهو الأشهر. وإنما قال من الملك لأنه كان على مصر من قبل فرعون. وعلمتني من تأويل الأحاديث فيه وجهان: أحدهما: عبارة الرؤيا. قاله مجاهد .
الثاني: الإخبار عن حوادث الزمان ، حكاه ابن عيسى. فاطر السماوات والأرض أي خالقهما. أنت وليي في الدنيا والآخرة يحتمل وجهين: أحدهما: مولاي.
الثاني: ناصري. توفني مسلما فيه وجهان: أحدهما: يعني مخلصا للطاعة ، قاله الضحاك .
الثاني: على ملة الإسلام. حكى الحسن أن البشير لما أتى يعقوب قال له يعقوب عليه السلام: على أي دين خلفت يوسف؟ قال: على دين الإسلام. قال: الآن تمت النعمة. وألحقني بالصالحين فيه قولان: أحدهما: بأهل الجنة ، قاله عكرمة.
الثاني: بآبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، قاله الضحاك . قال قتادة والسدي: فكان يوسف أول نبي تمنى الموت. وقال محمد بن إسحاق: مكث يعقوب بأرض مصر سبع عشرة سنة. وقال ابن [ ص: 86 ] عباس مات يعقوب بأرض مصر وحمل إلى أرض كنعان فدفن هناك. ودفن يوسف بأرض مصر ولم يزل بها حتى استخرج موسى عظامه وحملها فدفنها إلى جنب يعقوب عليهم السلام.


