وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا   
 [ ص: 253 ] قوله عز وجل: وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس  فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: معناه أحاطت بالناس قدرته فهم في قبضته ، قاله  مجاهد   وابن أبي نجيح.  
الثاني: أحاط علمه بالناس ، قاله  الكلبي.  
الثالث: أنه عصمك من الناس أن يقتلوك حتى تبلغ رسالة ربك ، قاله  الحسن   وعروة   وقتادة.  وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس  فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها رؤيا عين ليلة الإسراء به من مكة  إلى بيت المقدس  ، قاله  ابن عباس   والحسن   ومجاهد   وقتادة   وسعيد بن جبير   والضحاك   وابن أبي نجيح   وابن زيد  ، وكانت الفتنة ارتداد قوم كانوا أسلموا حين أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه أسري به. 
الثاني: أنها رؤيا نوم رأى فيها أنه يدخل مكة  ، فعجل النبي صلى الله عليه وسلم قبل الوقت يوم الحديبية  ، فرجع فقال ناس قد كان قال إنه سيدخلها فكانت رجعته فتنتهم ، وهذا مروي عن  ابن عباس  أيضا. 
الثالث: أنها رؤيا منام رأى فيها قوما يعلون على منابره ينزون نزو القردة فساءه ، وهذا قول  سهل بن سعد.  وقيل إنه ما استجمع ضاحكا حتى مات صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية. والشجرة الملعونة في القرآن  فيها أربعة أقاويل: أحدها: أنها شجرة الزقوم طعام الأثيم ، وقال  الحسن   ومجاهد   وقتادة   والضحاك   وسعيد بن جبير   وطاوس   وابن زيد.  وكانت فتنتهم بها قول أبي جهل  وأشياعه: النار تأكل الشجر فكيف تنبتها؟!. 
 [ ص: 254 ] الثاني: هي الكشوت التي تلتوي على الشجر ، قاله  ابن عباس   . 
الثالث: أنهم اليهود تظاهروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأحزاب ، قاله ابن بحر.  
الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه قوما يصعدون المنابر ، فشق عليه ، فأنزل الله تعالى والشجرة الملعونة في القرآن  قاله  سعيد بن المسيب.  والشجرة كناية عن المرأة ، والجماعة أولاد المرأة كالأغصان للشجر. 
				
						
						
