وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا   قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا   
قوله عز وجل: وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه  يحتمل وجهين: أحدهما: إذا أنعمنا عليه بالصحة والغنى أعرض ونأى وبعد من الخير. 
الثاني: إذا أنعمنا عليه بالهداية أعرض عن السماع وبعد من القبول . وفي قوله ونأى بجانبه  وجهان: أحدهما: أعجب بنفسه ؛ لأن المعجب نافر من الناس متباعد عنهم. 
الثاني: تباعد من ربه. وإذا مسه الشر كان يئوسا  يحتمل إياسه من الفرج إذا مسه الشر وجهين: أحدهما: بجحوده وتكذيبه. 
الثاني: بعلمه بمعصيته أنه معاقب على ذنبه. وفي الشر  ها هنا ثلاثة تأويلات: 
 [ ص: 269 ] أحدها: أنه الفقر ، قاله  قتادة   . 
الثاني: أنه السقم ، قاله  الكلبي.  
الثالث: السيف ، وهو محتمل. قوله عز وجل: قل كل يعمل على شاكلته  فيه ستة تأويلات: أحدها: على حدته ، قاله  مجاهد   . 
الثاني: على طبيعته ، قاله  ابن عباس   . 
الثالث: على بيته ، قاله  قتادة   . 
الرابع: على دينه ، قاله  ابن زيد.  
الخامس: على عادته. 
السادس: على أخلاقه. فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا  فيه وجهان: أحدهما: أحسن دينا. 
الثاني: أسرع قبولا. 
				
						
						
