قوله عز وجل ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيه قولان: أحدهما: أنه يجعلها كالرمل ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها كما يذري الطعام.
[ ص: 426 ] الثاني: تصير كالهباء. فيذرها قاعا صفصفا في القاع ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه الموضع المستوي الذي لا نبات فيه ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وابن زيد.
الثاني: الأرض الملساء.
الثالث: مستنقع الماء ، قاله الفراء. وفي الصفصف وجهان: أحدهما: أنه ما لا نبات فيه ، قاله الكلبي.
الثاني: أنه المكان المستوي ، كأنه قال على صف واحد في استوائه ، قاله مجاهد . لا ترى فيها عوجا ولا أمتا فيه خمسة أقاويل: أحدها: عوجا يعني واديا ، ولا أمتا يعني رابية ، قاله ابن عباس .
الثاني: عوجا يعني صدعا ، ولا أمتا يعني أكمة ، قاله الحسن.
الثالث: عوجا يعني ميلا. ولا أمتا يعني أثرا ، وهو مروي عن ابن عباس.
الرابع: الأمت الجذب والانثناء ، ومنه قول الشاعر:
89 (
ما في انطلاق سيره من أمت
قاله قتادة .
الخامس: الأمت أن يغلظ مكان في الفضاء أو الجبل ، ويدق في مكان ، حكاه الصولي ، فيكون الأمت من الصعود والارتفاع. قوله تعالى: وخشعت الأصوات للرحمن قال ابن عباس: أي خضعت بالسكون ، قال الشاعر:
[ ص: 427 ]
لما أتى خبر الزبير تصدعت     سور المدينة والجبال الخشع 
إلا همسا فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه الصوت الخفي ، قاله مجاهد .
الثاني: تحريك الشفة واللسان ، وقرأ أبي: فلا ينطقون إلا همسا.
الثالث: نقل الأقدام ، قال ابن زيد ، قال الراجز:
وهن يمشين بنا هميسا
يعني أصوات أخفاف الإبل في سيرها.
				
						
						
