قوله تعالى : نحن نقص    . 
أخرج  ابن جرير  ، عن  ابن عباس  قال : قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت ( نحن نقص عليك أحسن القصص   ) . 
 [ ص: 179 ] 
وأخرج  إسحاق بن راهويه   والبزار   وأبو يعلى  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وابن حبان   وأبو الشيخ   والحاكم  وصححه ،  وابن مردويه  ، عن  سعد بن أبي وقاص  قال : أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فتلا عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو قصصت علينا فأنزل الله ( الر تلك آيات الكتاب المبين   ) هذه السورة ثم تلا عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو ذكرتنا فأنزل الله ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله   ) . 
وأخرج  ابن مردويه  من طريق  عون بن عبد الله  عن  ابن مسعود  قال : قالوا يا رسول الله لو قصصت علينا فنزلت ( نحن نقص عليك أحسن القصص   ) . 
وأخرج  ابن جرير  ، عن  عون بن عبد الله  قال : مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة فقالوا : يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى ( الله نزل أحسن الحديث   ) ثم ملوا ملة أخرى فقالوا : يا رسول الله حدثنا فوق الحديث ودون القرآن - يعنون القصص - فأنزل الله ( الر تلك آيات الكتاب المبين   ) هذه السورة فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث ، وأرادوا القصص  [ ص: 180 ] 
فدلهم على أحسن القصص . 
وأخرج  أبو يعلى  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم   ونصر المقدسي  في «الحجة»  والضياء  في «المختارة» عن خالد بن عرفطة  قال : كنت جالسا عند  عمر  إذ أتي برجل من عبد القيس  فقال له  عمر   : أنت فلان العبدي قال نعم ، فضربه بقناة معه فقال الرجل : ما لي يا أمير المؤمنين قال اجلس فجلس فقرأ عليه بسم الله الرحمن الرحيم ( الر تلك آيات الكتاب المبين   ) إلى قوله : ( لمن الغافلين   ) فقرأها عليه ثلاثا وضربه ثلاثا فقال له الرجل : ما لي يا أمير المؤمنين فقال : أنت الذي نسخت كتاب دانيال  ، قال : مرني بأمرك أتبعه قال : انطلق فامحه بالحميم والصوف ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحدا من الناس فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لأنهكنك عقوبة ثم قال له : اجلس ، فجلس بين يديه ، فقال : انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هذا في يدك يا  عمر  فقلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا فغضب رسول الله حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة ، فقالت الأنصار   : أغضب نبيكم السلاح السلاح ، فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لي اختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية  [ ص: 181 ] 
فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون قال  عمر   : فقمت فقلت : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبك رسولا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وأخرج  عبد الرزاق  في «المصنف» ،  وابن الضريس  عن  إبراهيم النخعي  قال : كان بالكوفة  رجل يطلب كتب دانيال  وذلك الضرب فجاء فيه كتاب من  عمر بن الخطاب  أن يرفع إليه فلما قدم على  عمر  علاه بالدرة ثم جعل يقرأ عليه ( الر تلك آيات الكتاب المبين   ) حتى بلغ ( الغافلين   ) قال : فعرفت ما يريد فقلت يا أمير المؤمنين دعني ، فوالله لا أدع عندي شيئا من تلك الكتب إلا حرقته ، قال فتركه . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وأبو الشيخ  ، عن  قتادة   ( نحن نقص عليك أحسن القصص   ) قال : من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في الأمم ( وإن كنت من قبله   ) أي من قبل هذا القرآن ( لمن الغافلين   ) . 
وأخرج  أبو الشيخ  ، عن  الضحاك   ( نحن نقص عليك أحسن القصص   ) قال القرآن . 
 [ ص: 182 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					