قوله تعالى : نبئ عبادي   الآية . 
أخرج  ابن جرير  ،  وابن مردويه  من طريق  عطاء بن أبي رباح  عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة  فقال : ألا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر  رجع إلينا القهقرى فقال : إني لما خرجت جاء جبريل  فقال : يا محمد  إن الله يقول : لم تقنط عبادي ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم  وأن عذابي هو العذاب الأليم    ) . 
وأخرج  ابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن مصعب بن ثابت  قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه يضحكون فقال : اذكروا الجنة واذكروا النار ، فنزلت ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم   ) . 
وأخرج  البزار   والطبراني  ،  وابن مردويه  ، عن  عبد الله بن الزبير  قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بنفر من أصحابه وقد عرض لهم شيء يضحكهم فقال : أتضحكون وذكر الجنة والنار بين أيديكم فنزلت هذه الآية ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم  وأن عذابي هو العذاب  [ ص: 632 ] 
الأليم   ) . 
وأخرج  ابن مردويه  ، عن  أنس  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، قال : فقال : هذا الملك ينادي لا تقنط عبادي . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  قتادة  في قوله : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم  وأن عذابي هو العذاب الأليم   ) قال : بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورع من حرام ، ولو يعلم قدر عذابه لبخع نفسه . 
وأخرج  البخاري   ومسلم   والبيهقي  في «الأسماء والصفات» عن  أبي هريرة  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة ، فلو يعلم الكافر كل الذي عند الله من رحمته لم ييأس من الرحمة ، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار . 
وأخرج  البيهقي  في «شعب الإيمان» عن  أبي هريرة   : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على  [ ص: 633 ] 
رهط من الصحابة وهم يتحدثون فقال : والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، فلما انصرفنا أوحى الله إليه أن يا محمد  لم تقنط عبادي ، فرجع إليهم فقال : أبشروا وقاربوا وسددوا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					