[ ص: 93 ] قوله تعالى : والله جعل لكم مما خلق ظلالا  الآيات   . 
أخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  قتادة  في قوله : والله جعل لكم مما خلق ظلالا   . قال : من الشجر ومن غيرها، وجعل لكم من الجبال أكنانا   . قال : غارات يسكن فيها، وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر   : من القطن والكتان والصوف، وسرابيل تقيكم بأسكم   : من الحديد، كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون   . ولذلك هذه السورة تسمى سورة " النعم " . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ، من طريق  الكسائي،  عن حمزة،  عن  الأعمش   وأبي بكر   وعاصم،  أنهم قرءوا لعلكم تسلمون   . برفع التاء من " أسلمت " . 
وأخرج أبو عبيد،  وابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ،  وابن مردويه  ، عن  ابن عباس  في قوله : سرابيل تقيكم الحر   . قال : يعني الثياب، وسرابيل تقيكم بأسكم   . قال : يعني الدروع والسلاح كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون   . يعني : من الجراحات، وكان ابن عباس يقرؤها ( تسلمون ) . أي : بفتح التاء واللام . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  مجاهد  ، أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله جعل لكم من بيوتكم سكنا   " . قال الأعرابي :  [ ص: 94 ] نعم . " وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها   " . قال الأعرابي : نعم . ثم قرأ عليه، كل ذلك يقول : نعم . حتى بلغ : " كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون   " . فولى الأعرابي، فأنزل الله : يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون   . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  مجاهد  في قوله : يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها    . قال : هي المساكن والأنعام وما يرزقون منها، والسرابيل من الحديد والثياب، تعرف هذا كفار قريش، ثم تنكره بأن تقول : هذا كان لآبائنا فورثونا إياها . 
وأخرج  ابن جرير  عن  عبد الله بن كثير  في الآية قال : يعلمون أن الله خلقهم وأعطاهم ما أعطاهم، فهو معرفتهم نعمته، ثم إنكارهم إياها كفرهم بعد . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  عون بن عبد الله  في قوله : يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها   . قال : إنكارهم إياها أن يقول الرجل : لولا فلان أصابني كذا وكذا، ولولا فلان لم أصب كذا وكذا . 
 [ ص: 95 ] وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  عن  السدي  في قوله : يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها   . قال محمد صلى الله عليه وسلم . 
ولفظ  ابن أبي حاتم  قال : هذا في حديث أبي جهل  والأخنس،  حين سأل الأخنس  أبا جهل  عن محمد  صلى الله عليه وسلم : فقال : هو نبي . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					