قوله تعالى : ومن الناس من يقول آمنا بالله   الآيتين . 
أخرج  الفريابي  ،  وابن أبي شيبة  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  مجاهد  في قوله : ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله  إلى قوله : وليعلمن المنافقين   قال : أناس يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاء من الناس أو مصيبة في أنفسهم أو أموالهم، افتتنوا فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  السدي  في قوله : ومن الناس من يقول آمنا بالله  الآية . قال : كان أناس من المؤمنين آمنوا وهاجروا، فلحقهم أبو سفيان، فرد بعضهم إلى مكة  فعذبهم، فافتتنوا، فأنزل الله فيهم هذا . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  عطاء الخراساني  في قوله : فإذا أوذي في الله  قال : إذا أصابه بلاء في الله عدل عذاب الناس بعذاب الله . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عباس  في قوله : جعل فتنة الناس  الآية . قال : يرتد عن دين الله إذا أوذي في الله . 
 [ ص: 533 ] وأخرج  أحمد  ،  وابن أبي شيبة  ،  وعبد بن حميد  ،  والترمذي  وصححه،  وابن ماجه  ،  وأبو يعلى  ،  وابن حبان  ،  وأبو نعيم  ،  والبيهقي  في "شعب الإيمان"،  والضياء  ، عن  أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت علي ثالثة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا ما وارى إبط بلال» . 
وأخرج  ابن جرير  عن  الضحاك  في قوله : ومن الناس من يقول آمنا بالله  الآية . قال : ناس من المنافقين بمكة  كانوا يؤمنون، فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من المشركين رجعوا إلى الكفر والشرك؛ مخافة من يؤذيهم، وجعلوا أذى الناس في الدنيا كعذاب الله . 
وأخرج  ابن جرير  عن  قتادة   : ومن الناس من يقول آمنا بالله  إلى قوله : وليعلمن المنافقين  قال : هذه الآيات نزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة  ، وهذه الآيات العشر مدنية . 
				
						
						
