قوله تعالى : والطير محشورة   الآيتين . 
أخرج  عبد الرزاق  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن جرير  عن  قتادة   : والطير محشورة  قال : مسخرة له، كل له أواب  قال : مطيع وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة  أي : السنة، وفصل الخطاب   . قال : البينة على الطالب، واليمين على المطلوب . 
وأخرج  عبد بن حميد   والحاكم  عن  مجاهد   : وشددنا ملكه  قال : كان أشد ملوك أهل الدنيا سلطانا، وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب  قال : ما قال من شيء أنفذه وعدله في الحكم . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  عن  ابن عباس  قال : استعدى رجل من بني إسرائيل عند داود  على رجل من عظمائهم، فقال : إن هذا غصبني بقرا لي . فسأل داود  الرجل عن ذلك فجحده، فسأل الآخر البينة فلم تكن بينة، فقال لهما داود :  قوما حتى أنظر في أمركما . فقاما من عنده  [ ص: 522 ] فأتي داود  في منامه فقيل له : اقتل الرجل الذي استعدى فقال : إن هذه رؤيا ولست أعجل حتى أتثبت . فأتي الليلة الثانية في منامه فأمر أن يقتل الرجل، فلم يفعل ثم أتي الليلة الثالثة فقيل له : اقتل الرجل، أو تأتيك العقوبة من الله . فأرسل داود  إلى الرجل، فقال : إن الله أمرني أن أقتلك . فقال : تقتلني بغير بينة ولا تثبت، قال : نعم، والله لأنفذن أمر الله فيك . فقال له الرجل : لا تعجل علي حتى أخبرك، إني والله ما أخذت بهذا الذنب، ولكني كنت اغتلت والد هذا فقتلته فبذلك أخذت . فأمر به داود  فقتل فاشتدت هيبته في بني إسرائيل وشدد به ملكه، فهو قول الله : وشددنا ملكه   . 
وأخرج  ابن جرير  ،  والحاكم  عن  السدي  في قوله : وشددنا ملكه   قال : كان يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف . وفي قوله : وآتيناه الحكمة  قال : النبوة، وفصل الخطاب  قال : علم القضاء . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عباس   : وآتيناه الحكمة  قال : أعطي الفهم . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ، عن  مجاهد  في قوله : وآتيناه الحكمة  قال : الصواب، وفصل الخطاب  قال : الأيمان والشهود . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن المنذر  ، عن  مجاهد   : وفصل الخطاب  قال :  [ ص: 523 ] إصابة القضاء وفهمه . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ، عن أبي عبد الرحمن :  وفصل الخطاب  قال : فصل القضاء . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ، عن  الحسن   : وفصل الخطاب  قال : الفهم في القضاء . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير   والبيهقي  في "سننه" عن  شريح :  وفصل الخطاب  قال : الشهود والأيمان . 
وأخرج  البيهقي  عن  أبي عبد الرحمن السلمي،  أن داود  عليه السلام أمر بالقضاء، فقطع به، فأوحى الله تعالى إليه أن استحلفهم باسمي، وسلهم البينات . قال : فذلك فصل الخطاب . 
وأخرج  ابن جرير  ،  والبيهقي  عن  قتادة   : وفصل الخطاب   . قال : البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه . 
وأخرج  ابن جرير  عن  الشعبي  في قوله : وفصل الخطاب  قال : هو قول الرجل : أما بعد . 
 [ ص: 524 ] وأخرج  ابن أبي حاتم   والديلمي  عن  أبي موسى الأشعري  قال : أول من قال : أما بعد داود  عليه السلام وهو فصل الخطاب . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  وابن أبي شيبة  ،  وابن سعد  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن المنذر  عن  الشعبي  أنه سمع زياد بن أبي سفيان  يقول : فصل الخطاب الذي أوتي داود  عليه السلام : أما بعد . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					