قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا الآية .
وأخرج ابن إسحاق ، وابن المنذر ، عن ابن عباس قال : كان عبد الله بن [ ص: 438 ] عمرو، وزيد بن الحارث يوادان رجلا من يهود، فأنزل الله : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم الآية .
وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، عن ابن مسعود في قوله : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة قال : فلا يؤمنون بها ولا يرجونها، كما يئس هذا الكافر إذا مات وعاين ثوابه، واطلع عليه .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن ابن عباس : لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قال هم الكفار أصحاب القبور الذين يئسوا من الآخرة .
وأخرج ابن المنذر ، عن سعيد بن جبير : كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال : الذين ماتوا فعاينوا الآخرة .
وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، عن مجاهد وعكرمة في قوله : كما يئس الكفار من أصحاب القبور قالا : الكفار حين أدخلوا القبور، فعاينوا ما أعد الله لهم من الخزي، يئسوا من [ ص: 439 ] رحمة الله .
وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في الآية قال : يعني من مات من الذين كفروا، فقد يئس الأحياء من الذين كفروا أن يرجعوا إليهم أو يبعثهم الله .
وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، عن الحسن قال : كما يئس الكفار : الأحياء من الذين ماتوا .
وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : لا تتولوا قوما غضب الله عليهم . قال : اليهود قد يئسوا من الآخرة أن يبعثوا، كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين قد ماتوا .
وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد : قد يئسوا من الآخرة قال بكفرهم، كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال : من ثواب الآخرة حين تبين لهم أعمالهم .
وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة : كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال : إن الكافر إذا مات له ميت لم يرج لقاءه، ولم يحتسب أجره .


