قوله تعالى : ربنا لا تزغ قلوبنا   الآية . 
أخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  أم سلمة  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :  " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " . ثم قرأ : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا  الآية . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وأحمد  ،  والترمذي  ،  وابن جرير  ،  والطبراني  ،  وابن مردويه  ، عن  أم سلمة  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه أن يقول : " اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " . قلت : يا رسول الله، وإن القلوب لتتقلب؟ قال : " نعم ، ما من خلق الله من بشر من بني آدم إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله أقامه، وإن شاء أزاغه ، فنسأل الله ربنا ألا  [ ص: 467 ] يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب " . قلت : يا رسول الله، ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟ قال : " بلى، قولي اللهم رب النبي محمد، اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني "  . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وأحمد  ،  وابن مردويه  ، عن  عائشة  قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " . قلت : يا رسول الله، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء! فقال : " ليس من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن، إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه، أما تسمعين قوله تعالى : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا   . ولفظ  ابن أبي شيبة   :  " إذا شاء أن يقلبه إلى هدى قلبه، وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلال قلبه "  . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  في " المصنف " ،  وأحمد  ،  والبخاري  في " الأدب المفرد " ،  والترمذي  وحسنه ،  وابن جرير  ، عن  أنس  قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " . قالوا : يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال : " نعم ، إن القلوب بين إصبعين من  [ ص: 468 ] أصابع الله يقلبها "  . 
وأخرج  البخاري  في " تاريخه " ،  وابن جرير  ،  والطبراني  ، عن سبرة بن فاتك  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :  " قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرب، فإذا شاء أقامه، وإذا شاء أزاغه "  . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  في " الإخلاص "  والحاكم  وصححه،  والبيهقي  في " شعب الإيمان " ، عن  أبي عبيدة بن الجراح،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :  " إن قلب ابن آدم مثل العصفور، يتقلب في اليوم سبع مرات "  . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  في " الإخلاص " عن  أبي موسى الأشعري  قال : إنما سمي القلب قلبا لتقلبه ، وإنما مثل القلب مثل ريشة بفلاة من الأرض . 
وأخرج  أحمد  ،  وابن ماجه  ، عن  أبي موسى الأشعري،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  " إن هذا القلب كريشة بفلاة من الأرض، تقيمها الريح ظهرا لبطن "  . 
 [ ص: 469 ] وأخرج  مالك  ،  والشافعي  ،  وابن أبي شيبة  ،  وأبو داود  ،  والبيهقي  في " سننه " ، عن أبي عبد الله الصنابحي،  أنه قدم المدينة  في خلافة  أبي بكر الصديق،  فصلى وراء  أبي بكر  المغرب، فقرأ  أبو بكر  في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورة سورة من قصار المفصل ، ثم قام في الركعة الثالثة فقرأ بأم القرآن وهذه الآية : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب   . 
وأخرج  ابن جرير  ،  والطبراني  في " السنة " ،  والحاكم  وصححه ، عن  جابر  قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك " . قلنا : يا رسول الله، تخاف علينا وقد آمنا بك! فقال : " إن قلوب بني آدم  بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، يقول به هكذا " ، ولفظ  الطبراني   :  " إن قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الله عز وجل، فإذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه "  . 
وأخرج  أحمد  ،  والنسائي  ،  وابن ماجه  ،  وابن جرير  ،  والحاكم  وصححه،  والبيهقي  في " الأسماء والصفات " ، عن النواس بن سمعان   : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " الميزان بيد الرحمن ، يرفع أقواما ويضع آخرين إلى يوم القيامة،  [ ص: 470 ] وقلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن ، إذا شاء أقامه، وإذا شاء أزاغه "  . وكان يقول :  " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "  . 
وأخرج  الحاكم  وصححه عن  المقداد   : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمع غليانا "  . 
وأخرج  ابن جرير  عن محمد بن جعفر بن الزبير  في قوله : ربنا لا تزغ قلوبنا   . أي : لا تمل قلوبنا وإن ملنا بأحداثنا . 
وأخرج  ابن سعد  في " طبقاته " عن أبي عطاف،  أن  أبا هريرة  كان يقول : أي رب لا أزنين، أي رب لا أسرقن، أي رب لا أكفرن . قيل له : أوتخاف؟ قال : آمنت بمحرف القلوب . ثلاثا  . 
وأخرج  الحكيم الترمذي  في " نوادر الأصول " عن  أبي الدرداء  قال : كان  عبد الله بن رواحة  إذا لقيني قال : اجلس يا  عويمر  فلنؤمن ساعة . فنجلس فنذكر الله على ما يشاء . ثم قال : يا  عويمر،  هذه مجالس الإيمان، إن مثل الإيمان ومثلك مثل قميصك، بينا أنت قد نزعته إذ لبسته، وبينا أنت قد لبسته  [ ص: 471 ] إذ نزعته ، يا  عويمر،  للقلب أسرع تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا . 
وأخرج  الحكيم الترمذي  ، من طريق عتبة بن عبد الله بن خالد بن معدان  ، عن أبيه، عن جده، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " إنما الإيمان بمنزلة القميص مرة تقمصه، ومرة تنزعه "  . 
وأخرج  الحكيم الترمذي  عن  أبي أيوب الأنصاري  قال : ليأتين على الرجل أحايين وما في جلده موضع إبرة من النفاق، وليأتين عليه أحايين وما في جلده موضع إبرة من إيمان  . 
وأخرج  أبو داود  ،  والنسائي  ،  والبيهقي  في " الأسماء والصفات " ، عن  عائشة  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال : " لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم إني أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "  . 
وأخرج  مسلم  ،  والنسائي  ،  وابن جرير  ،  والبيهقي  ، عن  عبد الله بن عمرو،  أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع  [ ص: 472 ] الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك "  . 
وأخرج  الطبراني  في " السنة " عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " إنما قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل "  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					