أخرج أحمد ، وابن أبي حاتم والطبراني ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر ، تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس ، قال : [ ص: 174 ] يا نبي الله ، وهل للإنس شياطين ؟ قال : نعم شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا .
وأخرج أحمد ، وابن مردويه والبيهقي في الشعب ، عن أبي ذر قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر ، تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن ، قلت : يا رسول الله ، وللإنس شياطين ؟ قال : نعم .
وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن قال : إن للجن شياطين يضلونهم مثل شياطين الإنس يضلونهم ، فيلتقي شيطان الإنس وشيطان الجن فيقول هذا لهذا : أضلله بكذا ، وأضلله بكذا ، فهو قوله يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا وقال ابن عباس : الجن هم الجان وليسوا بشياطين ، والشياطين ولد إبليس وهم لا يموتون إلا مع إبليس ، والجن [ ص: 175 ] يموتون ، فمنهم المؤمن ومنهم الكافر .
وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن مسعود قال : الكهنة هم شياطين الإنس .
وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : يوحي بعضهم إلى بعض قال : شياطين الجن يوحون إلى شياطين الإنس ، فإن الله تعالى يقول : وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم [الأنعام : 121] .
وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : شياطين الإنس والجن قال : من الإنس شياطين، ومن الجن شياطين يوحي بعضهم إلى بعض .
وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : زخرف القول غرورا يقول : بورا من القول .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : زخرف القول غرورا . قال : يحسن بعضهم لبعض القول ليتبعوهم في فتنتهم .
وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبو نصر السجزي في الإبانة ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في الآية قال : شياطين [ ص: 176 ] الجن يوحون إلى شياطين الإنس ، كفار الإنس زخرف القول غرورا قال : تزيين الباطل بالألسنة .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : زخرف القول قال : زخرفوه وزينوه غرورا قال : يغرون به الناس والجن .
وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن زيد في الآية قال : الزخرف المزين حيث زين لهم ، هذا الغرور ، كما زين إبليس لآدم ما جاء به ، وقاسمه إنه لمن الناصحين .
وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ولتصغى لتميل .
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ولتصغى إليه أفئدة قال : تزيغ ، وليقترفوا قال : ليكتسبوا .
[158و] وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السدي في قوله : ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة قال : لتميل إليه قلوب الكفار وليرضوه قال : يحبوه ، وليقترفوا ما هم مقترفون يقول : ليعملوا ما هم عاملون .
[ ص: 177 ] وأخرج الطستي ، وابن الأنباري ، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : زخرف القول غرورا قال : باطل القول غرورا . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت أوس بن حجر وهو يقول :
لم يغروكم غرورا ولكن يرفع الآل جمعكم والزهاء
وقال زهير بن أبي سلمى :
فلا يغرنك دنيا إن سمعت بها عند امرئ سروه في الناس مغمور
قال : فأخبرني عن قوله : ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون ما تصغى؟ قال : ولتميل إليه ، قال فيه القطامي :
واذا سمعن هماهما من رفقة ومن النجوم غوابر لم تخفق
أصغت إليه هجائن بخدودها آذانهن إلى الحداة السوق
قال : أخبرني عن قوله : وليقترفوا ما هم مقترفون قال : ليكتسبوا [ ص: 178 ] ما هم مكتسبون ، فإنهم يوم القيامة يجازون بأعمالهم ، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول :
وإني لآتي ما أتيت وإنني لما اقترفت نفسي علي لراهب


