قوله تعالى : ولوطا إذ قال لقومه  الآيات . 
أخرج  ابن عساكر  ، عن  سليمان بن صرد  قال : أبو لوط  هو عم إبراهيم   . 
وأخرج  إسحاق بن بشر  ،  وابن عساكر  ، عن  ابن عباس  قال : أرسل لوط  إلى المؤتفكات ، وكانت قرى لوط أربع مدائن ؛ سدوم  ، وأمورا  وعامورا  وصبوير  ، وكان في كل قرية مائة ألف مقاتل ، وكانت أعظم مدائنهم سدوم  ، وكان لوط  يسكنها ، وهي من بلاد الشام  ، ومن فلسطين  مسيرة يوم وليلة ، وكان إبراهيم  خليل الرحمن عم لوط بن هاران بن تارخ  ، وكان إبراهيم  ينصح قوم لوط  ، وكان الله قد أمهل قوم لوط  ، فخرقوا حجاب الإسلام ، وانتهكوا المحارم ، وأتوا الفاحشة الكبرى ، فكان إبراهيم  يركب على حماره حتى يأتي مدائن قوم  [ ص: 466 ] لوط  فينصحهم فيأبون أن يقبلوا ، فكان بعد ذلك يجيء على حماره فينظر إلى سدوم  فيقول : يا سدوم  ، أي يوم لك من الله ! سدوم  إنما أنهاكم ألا تتعرضوا لعقوبة الله ، حتى بلغ الكتاب أجله ، فبعث الله جبريل  في نفر من الملائكة ، فهبطوا في صورة الرجال حتى انتهوا إلى إبراهيم  وهو في زرع له يثير الأرض ، كلما بلغ الماء إلى مسكنه من الأرض ركز مسحاته في الأرض ، فصلى خلفها ركعتين ، فنظرت الملائكة إلى إبراهيم  فقالوا : لو كان الله ينبغي أن يتخذ خليلا لاتخذ هذا العبد خليلا ، ولا يعلمون أن الله قد اتخذه خليلا . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  في "ذم الملاهي"،  وابن أبي حاتم  ،  وأبو الشيخ  ،  والبيهقي  في "شعب الإيمان"،  وابن عساكر  ، عن  ابن عباس  في قوله : أتأتون الفاحشة  قال : أدبار الرجال . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن أبي الدنيا  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وأبو الشيخ  ،  والبيهقي  ،  وابن عساكر  ، عن عمرو بن دينار  في قوله : ما سبقكم بها من أحد من العالمين   [ ص: 467 ] قال : ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط   . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  وابن أبي حاتم  ،  والبيهقي  ،  وابن عساكر  ، عن  أبي صخرة جامع بن شداد  رفعه ، قال :  "كان اللواط في قوم لوط  في النساء قبل أن يكون في الرجال بأربعين سنة" . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  وابن عساكر  ، عن  طاوس  ، أنه سئل عن الرجل يأتي المرأة في عجيزتها قال : إنما بدء قوم لوط  ذاك ، صنعه الرجال بالنساء ، ثم صنعه الرجال بالرجال . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  والبيهقي  في "سننه" ، عن  علي  أنه قال على المنبر : سلوني ، فقال ابن الكواء   : تؤتى النساء في أعجازهن ؟ فقال  علي   : سفلت سفل الله بك ، ألم تسمع إلى قوله : أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين   . 
وأخرج  إسحاق بن بشر  ،  وابن عساكر  ، عن  ابن عباس  قال : كان الذي حملهم على إتيان الرجال دون النساء ، أنهم كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم ، وثمار خارجة على ظهر الطريق ، وأنهم أصابهم قحط ، وقلة من  [ ص: 468 ] الثمار ، فقال بعضهم لبعض : إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش ، قالوا : بأي شيء نمنعها قالوا : اجعلوا سنتكم من أخذتم في بلادكم غريبا سننتم فيه أن تنكحوه وأغرموه أربعة دراهم فإن الناس لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك ، فذلك الذي حملهم على ما ارتكبوا من الحدث العظيم الذي لم يسبقهم إليه أحد من العالمين . 
وأخرج  إسحاق بن بشر  ،  وابن عساكر  ، من طريق  محمد بن إسحاق  ، عن بعض رواة  ابن عباس  قال : إنما كان بدء عمل قوم لوط  أن إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه فنكحوه ، ثم جروا على ذلك . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  وأبو الشيخ  ،  والبيهقي  ،  وابن عساكر  ، عن  حذيفة  قال : إنما حق القول على قوم لوط  حين استغنى النساء بالنساء ، والرجال بالرجال . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  والبيهقي  ،  وابن عساكر  ، عن أبي حمزة  قال : قلت لمحمد بن علي   : عذب الله نساء قوم لوط  بعمل رجالهم ؟ قال : الله أعدل من ذلك ؛ استغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ، عن  ابن عباس  في قوله :  [ ص: 469 ] إنهم أناس يتطهرون  قال : من أدبار الرجال ، ومن أدبار النساء . 
وأخرج  الفريابي  ،  وابن أبي شيبة  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وأبو الشيخ  ، عن  مجاهد  في قوله : إنهم أناس يتطهرون  قال : من أدبار الرجال وأدبار النساء استهزاء بهم . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير   وأبو الشيخ  ، عن  قتادة  إنهم أناس يتطهرون  قال : عابوهم بغير عيب ، وذموهم بغير ذم . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  قتادة  في قوله : إلا امرأته كانت من الغابرين  قال : من الباقين في عذاب الله وأمطرنا عليهم مطرا   . قال : أمطر الله على بقايا قوم لوط  حجارة من السماء فأهلكتهم . 
وأخرج  إسحاق بن بشر  ،  وابن عساكر  ، عن  الزهري  ، أن لوطا  لما عذب الله قومه لحق بإبراهيم  فلم يزل معه حتى قبضه الله إليه . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ، عن  كعب  في قوله : وأمطرنا عليهم مطرا   . قال :  [ ص: 470 ] على أهل بواديهم ، وعلى رعائهم ، وعلى مسافريهم ، فلم ينفلت منهم أحد . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ، عن  وهب  في قوله : وأمطرنا عليهم مطرا  قال : الكبريت والنار . 
وأخرج  أبو الشيخ  ، عن سعيد بن أبي عروبة  قال : كان قوم لوط  أربعة آلاف ألف . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  في "ذم الملاهي" ،  والحاكم  وصححه ،  والبيهقي  في "الشعب" ، عن  ابن عباس  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  "لعن الله من تولى غير مواليه ، ولعن الله من غير تخوم الأرض ، ولعن الله من كمه أعمى عن السبيل ، ولعن الله من لعن والديه ، ولعن الله من ذبح لغير الله ، ولعن الله من وقع على بهيمة ، ولعن الله من عمل عمل قوم لوط   " ، ثلاث مرات . 
وأخرج  أحمد  ،  والترمذي  وحسنه ،  وابن ماجه  ،  وابن أبي الدنيا  في "ذم الملاهي" ،  والبيهقي  ، عن  جابر بن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "إن من أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط"   .  [ ص: 471 ] وأخرج  ابن عدي  ،  والبيهقي  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  "أربعة يصبحون في غضب الله ، ويمسون في سخط الله " ، قيل : من هم يا رسول الله؟ قال : "المتشبهون من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ، والذي يأتي البهيمة ، والذي يأتي الرجل" . 
وأخرج  عبد الرزاق  وأحمد ،  وأبو داود  ،  والترمذي  ،  والنسائي  ،  وابن ماجه  ،  وابن أبي الدنيا  ،  والدارقطني  ،  وابن الجارود  في "المنتقى"  والحاكم  وصححه ،  والبيهقي  ، عن  ابن عباس  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط  فاقتلوا الفاعل والمفعول به" . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ، وابن أبي الدنيا  والبيهقي  ، عن  أبي نضرة  ، أن  ابن عباس  سئل ما حد اللوطي ؟ قال : ينظر أعلى بناء في القرية فيلقى منه منكسا ، ثم يتبع بالحجارة . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ، وابن أبي الدنيا ،  والبيهقي  ، عن يزيد بن قيس   : أن  عليا  رجم لوطيا . 
 [ ص: 472 ] وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  والبيهقي  ، عن  ابن شهاب  قال : اللوطي يرجم ، أحصن أم لم يحصن ، سنة ماضية . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن أبي الدنيا  ،  والبيهقي  ، عن  إبراهيم  قال : لو كان أحد ينبغي له أن يرجم مرتين لرجم اللوطي . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ، عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر  ، قال : عليه الرجم قتلة قوم لوط   . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن أبي الدنيا  ،  والبيهقي  ، عن  الحسن  وإبراهيم  قالا : حد اللوطي حد الزاني ؛ إن كان قد أحصن فالرجم ، وإلا فالحد . 
وأخرج  البيهقي  ، عن  عائشة  رضي الله عنها قالت : أول من اتهم بالأمر القبيح - يعني عمل قوم لوط   - اتهم به رجل على عهد  عمر  رضي الله عنه ، فأمر عمر بعض شباب قريش  أن لا يجالسوه . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  والبيهقي  ، عن الوضين بن  عطاء  ، عن بعض التابعين قال : كانوا يكرهون أن يحد الرجل النظر إلى الغلام الجميل . 
 [ ص: 473 ] وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  والبيهقي  ، عن  بقية  قال بعض التابعين : ما أنا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار من الغلام الأمرد يقعد إليه . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  والبيهقي  ، عن الحسن بن ذكوان  قال : لا تجالس أولاد الأغنياء ؛ فإن لهم صورا كصور النساء ، وهم أشد فتنة من العذارى . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  والبيهقي  ، عن النجيب بن السري  قال : كان يقال : لا يبيت الرجل في بيت مع المرد  . 
وأخرج  البيهقي  ، عن  عبد الله بن المبارك  قال : دخل  سفيان الثوري  الحمام ، فدخل عليه غلام صبيح ، فقال : أخرجوه ؛ فإني أرى مع كل امرأة شيطانا ، ومع كل غلام بضعة عشر شيطانا . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  والحكيم الترمذي   والبيهقي  ، عن  ابن سيرين  قال : ليس شيء من الدواب يعمل عمل قوم لوط  إلا الخنزير والحمار . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  ،  والبيهقي  ، عن أبي سهل  قال : سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم : اللوطيون . على ثلاثة أصناف ؛ صنف ينظرون ، وصنف يصافحون ، وصنف يعملون ذلك العمل . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا   والبيهقي  ، عن  مجاهد  قال : لو أن الذي يعمل ذلك  [ ص: 474 ] العمل - يعني عمل قوم لوط   - اغتسل بكل قطرة في السماء ، وكل قطرة في الأرض ، لم يزل نجسا . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن أبي الدنيا  ، عن  جابر بن زيد  قال : حرمة الدبر أشد من حرمة الفرج . 
وأخرج  الحاكم  وصححه ،  والبيهقي  في "الشعب" ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  "لعن الله سبعة من خلقه فوق سبع سماوات ، فردد لعنته على واحدة منها ثلاثا ، ولعن بعد كل واحدة لعنة لعنة؛ قال : ملعون ، ملعون ، ملعون من عمل عمل قوم لوط  ، ملعون من أتى شيئا من البهائم ، ملعون من جمع بين امرأة وابنتها ، ملعون من عق والديه ، ملعون من ذبح لغير الله ، ملعون من غير حدود الأرض ، ملعون من تولى غير مواليه . " 
وأخرج  ابن ماجه  ،  والحاكم  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "من عمل عمل قوم لوط  فارجموا الفاعل والمفعول به" . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وابن أبي شيبة  معا في "المصنف" ،  وأبو داود  ، عن  ابن عباس  في البكر يؤخذ على اللوطية ، قال : يرجم . 
 [ ص: 475 ] وأخرج  عبد الرزاق  ، عن  عائشة  أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم حزينا ، فقالت : يا رسول الله ، وما الذي يحزنك ؟ قال : "شيء تخوفته على أمتي ؛ أن يعملوا بعدي بعمل قوم لوط"   . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ، عن أبي حصين  ، أن  عثمان  أشرف على الناس يوم الدار ، فقال : أما علمتم أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بأربعة ؛ رجل قتل فقتل ، أو رجل زنى بعد ما أحصن ، أو رجل ارتد بعد إسلامه ، أو رجل عمل عمل قوم لوط   . 
وأخرج  الطبراني  عن  سالم بن عبد الله  ،  وأبان بن عثمان،  وزيد بن حسن  ، أن  عثمان بن عفان  أتي برجل قد فجر بغلام من قريش  ، فقال  عثمان :  أحصن؟ قالوا : قد تزوج بامرأة ولم يدخل بها بعد . فقال  علي  لعثمان   : لو دخل بها لحل عليه الرجم ، فأما إذا لم يدخل بأهله فاجلده الحد . فقال  أبو أيوب :  أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذي ذكر أبو الحسن   . فأمر  عثمان  فجلد مائة . 
				
						
						
