الذين يكذبون مما وصف به للذم لا للبيان، كقولك: فعل ذلك فلان الفاسق الخبيث. "كلا" ردع للمعتدي الأثيم عن قوله: ران على قلوبهم ركبها كما يركب الصدأ وغلب عليها: وهو أن يصر على الكبائر ويسوف التوبة حتى يطبع على قلبه، فلا يقبل الخير ولا يميل إليه. وعن الحسن : الذنب بعد الذنب حتى يسود القلب. يقال: ران عليه الذنب وغان عليه، رينا وغينا، والغين: الغيم، ويقال: ران فيه النوم رسخ فيه، ورانت به الخمر: ذهبت به. وقرئ بإدغام اللام في الراء وبالإظهار، والإدغام أجود. وأميلت الألف وفخمت. "كلا" ردع عن الكسب الرائن على قلوبهم. وكونهم محجوبين عنه: تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم، لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للوجهاء المكرمين لديهم، ولا يحجب عنهم إلا الأدنياء المهانون عندهم. قال [من البسيط]:
إذا غزوا باب ذي عبية رجبوا والناس من بين مرجوب ومحجوب
وعن ابن عباس وقتادة وابن أبي مليكة : محجوبين عن رحمته. وعن ابن كيسان: عن كرامته.
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					