[ ص: 85 ] والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم   
والسابقون الأولون من المهاجرين   : هم الذين صلوا إلى القبلتين، وقيل: الذين شهدوا بدرا   . وعن  الشعبي   : من بايع بالحديبية،  وهي بيعة الرضوان ما بين الهجرتين، "و" من والأنصار   : أهل بيعة العقبة  الأولى، وكانوا سبعة نفر، وأهل العقبة  الثانية وكانوا سبعين، والذين آمنوا حين قدم عليهم  أبو زرارة مصعب بن عمير  فعلمهم القرآن. وقرأ  عمر   -رضي الله عنه-: "والأنصار" بالرفع عطفا على السابقون. وعن  عمر  أنه كان يرى أن قوله: والذين اتبعوهم بإحسان  بغير واو صفة للأنصار،  حتى قال له زيد:  إنه بالواو، فقال: ائتوني  بأبي،  فقال: تصديق ذلك في أول الجمعة: وآخرين منهم  ، وأوسط الحشر: والذين جاءوا من بعدهم   [الحشر: 10 ]، وآخر الأنفال: والذين آمنوا من بعد   [الأنفال: 75 ]. وروي: أنه سمع رجلا يقرؤه بالواو، فقال: من أقرأك ؟ قال:  أبي،  فدعاه فقال: أقرأنيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنك لتبيع القرظ بالبقيع،  قال: صدقت، وإن شئت قلت: شهدنا وغبتم، ونصرنا وخذلتم، وآوينا وطردتم، ومن ثم قال  عمر   : لقد كنت أرانا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا، وارتفع السابقون بالابتداء، وخبره: رضي الله  [ ص: 86 ] عنهم  ، ومعناه: رضي عنهم لأعمالهم، ورضوا عنه   : لما أفاض عليهم من نعمته الدينية والدنيوية ، وفي مصاحف أهل مكة:  تجري من تحتها، وهي قراءة  ابن كثير  ، وفي سائر المصاحف: تحتها، بغير "من" . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					