الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين

                                                                                                                                                                                                التائبون : رفع على المدح، أي: هم التائبون، يعني: المؤمنين المذكورين، ويدل عليه قراءة عبد الله وأبي -رضي الله عنهما: "التائبين" بالياء إلى: "والحافظين" نصبا على المدح. ويجوز أن يكون جرا صفة للمؤمنين، وجوز الزجاج أن يكون مبتدأ، خبره محذوف، أي: التائبون العابدون من أهل الجنة -أيضا- وإن لم يجاهدوا كقوله: وكلا وعد الله الحسنى [النساء: 95] ، وقيل: هو رفع على البدل من الضمير في "يقاتلون"، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره "العابدون"، وما بعده خبر بعد خبر، أي: التائبون من الكفر على الحقيقة، الجامعون لهذه الخصال. وعن الحسن: هم الذين تابوا من الشرك، وتبرؤوا من النفاق. و العابدون : الذين عبدوا الله وحده، وأخلصوا له العبادة، وحرصوا عليها. و السائحون : الصائمون شبهوا بذوي السياحة في الأرض في امتناعهم من شهواتهم، وقيل: هم طلبة العلم يسيحون في الأرض يطلبونه في مظانه .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية