ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون   ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون   
ومنهم من يستمعون إليك   : معناه: ومنهم ناس يستمعون إليك إذا قرأت القرآن،  [ ص: 139 ] وعلمت الشرائع، ولكنهم لا يعون ولا يقبلون، وناس ينظرون إليك، ويعاينون أدلة  [ ص: 140 ] الصدق، وأعلام النبوة، ولكنهم لا يصدقون، ثم قال: أتطمع أنك تقدر على إسماع  [ ص: 141 ] الصم ولو انضم إلى صممهم عدم عقولهم; لأن الأصم العاقل ربما تفرس واستدل إذا  [ ص: 142 ] وقع في صماخه دوي الصوت، فإذا اجتمع سلب السمع والعقل جميعا فقد تم الأمر،  [ ص: 143 ] وأتحسب أنك تقدر على هداية العمي ولو انضم إلى العمى -وهو فقد البصر- فقد  [ ص: 144 ] البصيرة ; لأن الأعمى الذي له في قلبه بصيرة قد يحدس.... .... .... ....  [ ص: 145 ]  ..........................................................................  [ ص: 146 ] ويتظنن، وأما العمى مع الحمق فجهد البلاء، يعني: أنهم في اليأس من أن يقبلوا ويصدقوا، كالصم والعمي الذين لا بصائر لهم ولا عقول، وقوله: ( أفأنت .... أفأنت ) : دلالة على أنه لا يقدر على إسماعهم وهدايتهم إلا الله -عز وجل- بالقسر والإلجاء، كما لا يقدر على رد الأصم والأعمى المسلوبي العقل حديدي السمع والبصر راجحي العقل، إلا هو وحده . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					