تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين
تلك : إشارة إلى قصة نوح -عليه السلام- ومحلها الرفع على الابتداء، والجمل بعدها أخبار، أي: تلك القصة بعض أنباء الغيب موحاة إليك، مجهولة عندك وعند قومك، من قبل هذا : من قبل إيحائي إليك وإخبارك بها، أو من قبل هذا العلم الذي [ ص: 207 ] كسبته بالوحي، أو: من قبل هذا الوقت، فاصبر : على تبليغ الرسالة وأذى قومك، كما صبر نوح، وتوقع في العاقبة لك، ولمن كذبك نحو ما قيض لنوح ولقومه، إن العاقبة : في الفوز والنصر والغلبة للمتقين " ، وقوله: ولا قومك : معناه: إن قومك الذين أنت منهم على كثرتهم، ووفور عددهم، إذا لم يكن ذلك شأنهم، ولا سمعوه، ولا عرفوه، فكيف برجل منهم كما تقول: لم يعرف هذا عبد الله ولا أهل بلده .