قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين  
أضغاث أحلام   : تخاليطها وأباطيلها، وما يكون منها من حديث نفس أو وسوسة شيطان، وأصل الأضغاث: ما جمع من أخلاط النبات وحزم، الواحد: ضغث، فاستعيرت لذلك، والإضافة بمعنى: "من" أي: أضغاث من أحلام، والمعنى: هي أضغاث أحلام. 
فإن قلت: ما هو إلا حلم واحد، فلم قالوا: أضغاث أحلام فجمعوا؟ 
قلت: هو كما تقول: فلان يركب الخيل ويلبس عمائم الخز، لمن لا يركب إلا فرسا واحدا وما له إلا عمامة فردة، تزيدا في الوصف، فهؤلاء -أيضا- تزيدوا في وصف الحلم بالبطلان، فجعلوه أضغاث أحلام، ويجوز أن يكون قد قص عليهم مع هذه الرؤيا رؤيا غيرها، وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين   : إما أن يريدوا بالأحلام: المنامات الباطلة  [ ص: 291 ] خاصة، فيقولوا: ليس لها عندنا تأويل، فإن التأويل إنما هو للمنامات الصحيحة الصالحة، وإما أن يعترفوا بقصور علمهم، وأنهم ليسوا في تأويل الأحلام بنحارير. 
				
						
						
