الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا

                                                                                                                                                                                                                                        وكم أهلكنا وكثيرا أهلكنا . من القرون بيان لكم وتمييز له . من بعد نوح كعاد وثمود .

                                                                                                                                                                                                                                        وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا يدرك بواطنها وظواهرها فيعاقب عليها ، وتقديم الخبير لتقدم متعلقه .

                                                                                                                                                                                                                                        من كان يريد العاجلة مقصورا عليها همه . عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد قيد المعجل والمعجل له بالمشيئة والإرادة لأنه لا يجد كل متمن ما يتمناه ، ولا كل واجد جميع ما يهواه وليعلم أن الأمر بالمشيئة والهم فضل . (ولمن نريد) بدل من له بدل البعض . وقرئ « ما يشاء » والضمير فيه لله تعالى حتى يطابق المشهورة . وقيل لمن فيكون مخصوصا بمن أراد الله تعالى به ذلك . وقيل الآية في المنافقين كانوا يراءون المسلمين ويغزون معهم ولم يكن غرضهم إلا مساهمتهم في الغنائم ونحوها . ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا مطرودا من رحمة الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية