أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون   لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون   لا يسأل عما يفعل وهم يسألون   
( أم اتخذوا آلهة   ) بل اتخذوا والهمزة لإنكار اتخاذهم . ( من الأرض   ) صفة لآلهة أو متعلقة بالفعل على معنى الابتداء ، وفائدتها التحقير دون التخصيص . ( هم ينشرون   ) الموتى وهم وإن لم يصرحوا به لكن لزم ادعاؤهم لها الإلهية ، فإن من لوازمها الاقتدار على جميع الممكنات والمراد به تجهيلهم والتهكم بهم ، وللمبالغة في ذلك زيد الضمير الموهم لاختصاص الإنشار بهم . 
( لو كان فيهما آلهة إلا الله   ) غير الله ، وصف بـ ( إلا ) لتعذر الاستثناء لعدم شمول ما قبلها لما بعدها ودلالته على ملازمة الفساد لكون الآلهة فيهما دونه ، والمراد ملازمته لكونها مطلقا أو معه حملا لها على غير كما استثنى بغير حملا عليها ، ولا يجوز الرفع على البدل لأنه متفرع على الاستثناء ومشروط بأن يكون في كلام غير موجب . ( لفسدتا   ) لبطلتا لما يكون بينهما من الاختلاف والتمانع ، فإنها إن توافقت في المراد تطاردت عليه القدر وإن تخالفت فيه تعاوقت عنه . ( فسبحان الله رب العرش   ) المحيط بجميع الأجسام الذي هو محل التدابير ومنشأ التقادير . ( عما يصفون   ) من اتخاذ الشريك والصاحبة والولد . 
( لا يسأل عما يفعل   ) لعظمته وقوة سلطانه وتفرده بالألوهية والسلطنة الذاتية . ( وهم يسألون   ) لأنهم  [ ص: 49 ] 
مملوكون مستعبدون والضمير للـ ( آلهة ) أو للعباد . 
 
				
 
						 
						

 
					 
					