وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين   وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون   
( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا   ) صفرا من العقل لما دهمها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوعه في يد فرعون  كقوله تعالى : ( وأفئدتهم هواء   ) أي خلاء لا عقول فيها ، ويؤيده أنه قرئ «فرغا » من قولهم دماؤهم بينهم فرغ أي هدر ، أو من الهم لفرط وثوقها بوعد الله تعالى أو سماعها أن فرعون  عطف عليه وتبناه . ( إن كادت لتبدي به   ) أنها كادت لتظهر بموسى  أي بأمره وقصته من فرط الضجر أو الفرح لتبنيه . 
( لولا أن ربطنا على قلبها   ) بالصبر والثبات . ( لتكون من المؤمنين   ) من المصدقين بوعد الله ، أو من الواثقين  [ ص: 173 ] 
بحفظه لا بتبني فرعون  وعطفه . وقرئ «مؤسى » إجراء للضمة في جوار الواو مجرى ضمتها في استدعاء همزها همز واو وجوه وهو علة الربط ، وجواب ( لولا   ) محذوف دل عليه ما قبله . 
( وقالت لأخته   ) مريم   . ( قصيه   ) اتبعي أثره وتتبعي خبره . ( فبصرت به عن جنب   ) عن بعد وقرئ «عن جانب » «وعن جنب » وهو بمعناه . ( وهم لا يشعرون   ) أنها تقص أو أنها أخته . 
				
						
						
