وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد   وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب   
( وقد كفروا به   ) بمحمد  عليه الصلاة والسلام أو بالعذاب . ( من قبل   ) من قبل ذلك أوان التكليف . 
( ويقذفون بالغيب   ) ويرجمون بالظن ويتكلمون بما لم يظهر لهم في الرسول عليه الصلاة والسلام من المطاعن ، أو في العذاب من البت على نفيه . ( من مكان بعيد   ) من جانب بعيد من أمره ، وهو الشبه التي تمحلوها في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو حال الآخرة كما حكاه من قبل . ولعله تمثيل لحالهم في ذلك بحال من يرمي شيئا لا يراه من مكان بعيد لا مجال للظن في لحوقه ، وقرئ «ويقذفون » على أن الشيطان يلقي إليهم ويلقنهم ذلك ، والعطف على ( وقد كفروا   ) على حكاية الحال الماضية أو على قالوا فيكون تمثيلا لحالهم بحال القاذف في تحصيل ما ضيعوه من الإيمان في الدنيا . 
( وحيل بينهم وبين ما يشتهون   ) من نفع الإيمان والنجاة به من النار ، وقرأ  ابن عامر   والكسائي  بإشمام الضم للحاء . ( كما فعل بأشياعهم من قبل   ) بأشباههم من كفرة الأمم الدارجة . ( إنهم كانوا في شك مريب   ) موقع في الريبة ، أو ذي ريبة منقول من المشكك ، أو الشك نعت به الشك للمبالغة . 
عن النبي صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة سبأ  لم يبق رسول ولا نبي إلا كان له يوم القيامة رفيقا ومصافحا »  . 
				
						
						
