وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين   لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين   
 [ ص: 273 ] 
( وما علمناه الشعر   ) رد لقولهم إن محمدا  شاعر أي ما علمناه الشعر بتعليم القرآن ، فإنه لا يماثله لفظا ولا معنى لأنه غير مقفى ولا موزون ، وليس معناه ما يتوخاه الشعراء من التخيلات المرغبة والمنفرة ونحوها . 
( وما ينبغي له   ) وما يصح له الشعر ولا يتأتى له إن أراد قرضه على ما خبرتم طبعه نحوا من أربعين سنة ، وقوله عليه الصلاة والسلام : «أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب » وقوله : 
هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت 
اتفاقي من غير تكلف وقصد منه إلى ذلك ، وقد يقع مثله كثيرا في تضاعيف المنثورات على أن  الخليل  ما عد المشطور من الرجز شعرا ، هذا وقد روي أنه حرك الباءين وكسر التاء الأولى بلا إشباع وسكن الثانية ، وقيل الضمير للـ ( قرآن ) أي وما يصح للقرآن أن يكون شعرا . ( إن هو إلا ذكر   ) عظة وإرشاد من الله تعالى . 
( وقرآن مبين   ) وكتاب سماوي يتلى في المعابد ، ظاهر أنه ليس من كلام البشر لما فيه من الإعجاز . 
( لينذر   ) القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويؤيده قراءة  نافع   وابن عامر   ويعقوب  بالتاء . ( من كان حيا   ) عاقلا فهما فإن الغافل كالميت ، أو مؤمنا في علم الله تعالى فإن الحياة الأبدية بالإيمان ، وتخصيص الإنذار به لأنه المنتفع به . ( ويحق القول   ) وتجب كلمة العذاب . ( على الكافرين   ) المصرين على الكفر ، وجعلهم في مقابلة من كان حيا إشعارا بأنهم لكفرهم وسقوط حجتهم وعدم تأملهم أموات في الحقيقة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					