ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما
[ ص: 127 ] ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها علة بما بعده لما دل عليه قوله:
ولله جنود السماوات والأرض من معنى التدبير، أي دبر ما دبر من تسليط المؤمنين ليعرفوا نعمة الله فيه ويشكروها فيدخلهم الجنة ويعذب الكفار والمنافقين لما غاظهم من ذلك، أو فتحنا أو أنزل أو جميع ما ذكر أو ليزدادوا، وقيل: إنه بدل منه بدل الاشتمال. ويكفر عنهم سيئاتهم يغطيها ولا يظهرها. وكان ذلك أي الإدخال والتكفير. عند الله فوزا عظيما لأنه منتهى ما يطلب من جلب نفع أو دفع ضر، وعند حال من الفوز.
ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات عطف على «يدخل» إلا إذا جعلته بدلا فيكون عطفا على المبدل منه. الظانين بالله ظن السوء ظن الأمر السوء وهو أن لا ينصر رسوله والمؤمنين.
عليهم دائرة السوء دائرة ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين لا يتخطاهم، وقرأ ابن كثير دائرة السوء بالضم وهما لغتان، غير أن المفتوح غلب في أن يضاف إليه ما يراد ذمه والمضموم جرى مجرى الشر وكلاهما في الأصل مصدر وأبو عمرو وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم عطف لما استحقوه في الآخرة على ما استوجبوه في الدنيا، والواو في الأخيرين والموضع موضع الفاء إذ اللعن سبب للإعداد، والغضب سبب له لاستقلال الكل في الوعيد بلا اعتبار السببية. وساءت مصيرا جهنم. ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما