والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون   ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون   
والوزن  أي القضاء ، أو وزن الأعمال وهو مقابلتها بالجزاء . والجمهور على أن صحائف الأعمال توزن بميزان له لسان وكفتان  ، ينظر إليه الخلائق إظهارا للمعدلة وقطعا للمعذرة ، كما يسألهم عن أعمالهم فتعترف بها ألسنتهم وتشهد بها جوارحهم . ويؤيده ما روي : أن الرجل يؤتى به إلى الميزان فينشر عليه تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ، فيخرج له بطاقة فيها كلمتا الشهادة فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة . 
وقيل توزن الأشخاص لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال : « إنه ليأتي العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة » . 
يومئذ  خبر المبتدإ الذي هو الوزن . 
الحق  صفته ، أو خبر محذوف ومعناه العدل السوي . فمن ثقلت موازينه  حسناته ، أو ما يوزن به حسناته فهو جمع موزون أو ميزان وجمعه باعتبار اختلاف الموزونات وتعدد الوزن . فأولئك هم المفلحون  الفائزون بالنجاة والثواب . 
ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم  بتضييع الفطرة السليمة التي فطرت عليها ، واقتراف ما عرضها للعذاب . بما كانوا بآياتنا يظلمون فيكذبون بدل التصديق . 
				
						
						
