وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون   
وما أرسلنا في قرية من نبي  إشارة إجمالية إلى بيان أحوال سائر الأمم ، إثر بيان أحوال الأمم المذكورة تفصيلا ، و" من " مزيدة لتأكيد النفي ، والصفة محذوفة ; أي : من نبي كذب ، أو كذبه أهلها . 
إلا أخذنا أهلها  استثناء مفرغ من أعم الأحوال ، و" أخذنا " في محل النصب من فاعل أرسلنا ، والفعل الماضي لا يقع بعد " إلا " إلا بأحد شرطين : إما تقدير " قد " كما في هذه الآية ، أو مقارنة " قد " كما في قولك : ما زيد إلا قد قام ، والتقدير : وما أرسلنا في قرية من القرى المهلكة نبيا من الأنبياء في حال من الأحوال ، إلا حال كوننا آخذين [ ص: 253 ] أهلها . 
بالبأساء  بالبؤس والفقر . 
والضراء  بالضر والمرض ، لكن لا على معنى أن ابتداء الإرسال مقارن للأخذ المذكور ، بل على أنه مستتبع له غير منفك عنه بالآخرة ، لاستكبارهم عن اتباع نبيهم وتعززهم عليه ، حسبما فعلت الأمم المذكورة . 
لعلهم يتضرعون  كي يتضرعوا ويتذللوا ، ويحطوا أردية الكبر والعزة عن أكتافهم ، كقوله تعالى : ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					