وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين   
وما تنقم منا   ; أي : وما تنكر وتعيب منا . 
إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا  وهو خير الأعمال وأصل المفاخر ، ليس مما يتأتى لنا العدول عنه طلبا لمرضاتك ، ثم أعرضوا عن مخاطبته إظهارا لما في قلوبهم من العزيمة على ما قالوا وتقريرا له . 
ففزعوا إلى الله عز وجل وقالوا : ربنا أفرغ علينا صبرا   ; أي : أفض علينا من الصبر ما يغمرنا كما يغمر الماء ، أو صب علينا ما يطهرنا من أوضار الأوزار وأدناس الآثام ، وهو الصبر على وعيد فرعون   . 
وتوفنا مسلمين  ثابتين على ما رزقتنا من الإسلام غير مفتونين من الوعيد ، قيل : فعل بهم ما أوعدهم به ، وقيل : لم يقدر عليه ; لقوله تعالى : أنتما ومن اتبعكما الغالبون   . 
				
						
						
