فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون   
فبدل الذين ظلموا منهم  بما أمروا به من التوبة والاستغفار ، حيث أعرضوا عنه ووضعوا موضعه . 
قولا  آخر مما لا خير فيه . روي أنهم دخلوه زاحفين على أستاههم ، وقالوا مكان حطة : حنطة ، وقيل : قالوا بالنبطية : حطا شمقاثا ، يعنون : حنطة حمراء ، استخفافا بأمر الله تعالى واستهزاء بموسى  عليه الصلاة  [ ص: 284 ] والسلام . 
وقوله تعالى : غير الذي قيل لهم  نعت لقولا صرح بالمغايرة مع دلالة التبديل عليها قطعا ، تحقيقا للمبالغة وتنصيصا على المغايرة من كل وجه . 
فأرسلنا عليهم  إثر ما فعلوا ما فعلوا من غير تأخير ، وفي سورة البقرة : على الذين ظلموا  ، والمعنى واحد ، والإرسال من فوق ، فيكون كالإنزال . 
رجزا من السماء  عذابا كائنا منها ، والمراد : الطاعون ، روي أنه مات منهم في ساعة واحدة أربعة وعشرون ألفا . 
بما كانوا يظلمون  بسبب ظلمهم المستمر السابق واللاحق ، حسبما يفيده الجمع بين صيغتي الماضي والمستقبل ، لا بسبب التبديل فقط كما يشعر به ترتيب الإرسال عليه بالفاء ، والتصريح بهذا التعليل لما أن الحكم ههنا مترتب على المضمر دون الموصول بالظلم ، كما في سورة البقرة ، وأما التعليل بالفسق بعد الإشعار بعلية الظلم ، فقد مر وجهه هناك ، والله تعالى أعلم . 
				
						
						
