واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون   
واذكروا إذ أنتم قليل  أي: وقت كونكم قليلا في العدد، وإيثار الجملة الاسمية للإيذان باستمرار ما كانوا فيه من القلة، وما يتبعها من الضعف والخوف، وقوله تعالى: مستضعفون  خبر ثان، أو صفة لـ(قليل) وقوله تعالى: في الأرض  أي: في أرض مكة  ، تحت أيدي قريش  ، والخطاب للمهاجرين،  أو تحت أيدي فارس  والروم  والخطاب للعرب  كافة، فإنهم كانوا أذلاء تحت أيدي الطائفتين. 
وقوله تعالى: تخافون أن يتخطفكم الناس  خبر ثالث، أو صفة ثانية لـ(قليل) وصف بالجملة بعدما وصف بالمفرد، أو حال من المستكن في مستضعفون، والمراد بالناس على الأول - وهو الأظهر - إما كفار قريش  ، وإما كفار العرب  لقربهم منهم وشدة عدواتهم لهم، وعلى الثاني: فارس  والروم،  أي: واذكروا وقت قلتكم وذلتكم وهوانكم على الناس، وخوفكم من اختطافهم. 
فآواكم  إلى المدينة  ، أو جعل لكم مأوى تتحصنون به من أعدائكم وأيدكم بنصره  على الكفار، أو بمظاهرة الأنصار  ، أو بإمداد الملائكة ورزقكم من الطيبات  من الغنائم لعلكم تشكرون  هذه النعم الجليلة. 
				
						
						
