إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون
إنما يستأذنك أي: في التخلف مطلقا على الأول، أو لكراهة الجهاد على الثاني الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر تخصيص الإيمان بهما في الموضعين للإيذان بأن الباعث على الجهاد ببذل النفس والمال إنما هو الإيمان بهما، إذ به يتسنى للمؤمنين استبدال الحياة الأبدية والنعيم المقيم الخالد بالحياة الفانية والمتاع الكاسد وارتابت قلوبهم عطف على الصلة، وإيثار صيغة الماضي للدلالة على تحقق الريب وتقرره فهم حال كونهم في ريبهم وشكهم المستقر في قلوبهم يترددون أي: يتحيرون، فإن التردد ديدن المتحير، كما أن الثبات ديدن المستبصر، والتعبير عنه به مما لا يخفي حسب موقعه.