الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا تتلى عليه أي: على المشتري إفراد الضمير فيه، وفيما بعده، كالضمائر الثلاثة الأول باعتبار لفظه من بعد ما جمع فيما بينهما باعتبار معناها. آياتنا التي هي آيات الكتاب الحكيم، وهدى، ورحمة للمحسنين. ولى أعرض عنها غير معتد بها. مستكبرا مبالغا في التكبر. كأن لم يسمعها حال من ضمير "ولى" أو من ضمير "مستكبرا"، والأصل كأنه. فحذف ضمير الشأن وخففت المثقلة، أي: مشبها حاله حال من لم يسمعها، وهو سامع. وفيه رمز إلى أن من سمعها لا يتصور منه التولية والاستكبار لما فيها من الأمور الموجبة للإقبال عليها، والخضوع لها على طريقة قول من قال:


                                                                                                                                                                                                                                      كأنك لم تجزع على ابن طريف



                                                                                                                                                                                                                                      كأن في أذنيه وقرا حال من ضمير "لم يسمعها" أي: مشبها حاله حال من في أذنيه ثقل مانع من السماع. ويجوز أن يكونا استئنافين، وقرئ: (في أذنيه) بسكون الذال. فبشره بعذاب أليم أي: فأعلمه بأن العذاب المفرط في الإيلام لاحق به لا محالة، وذكر البشارة للتهكم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية