الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون

                                                                                                                                                                                                                                      فلا تعلم نفس من النفوس، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فضلا عمن عداهم. ما أخفي لهم أي: لأولئك الذين عددت نعوتهم الجليلة. من قرة أعين مما تقر به أعينهم، وعنه صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر». بله ما اطلعتم عليه، اقرءوا إن شئتم: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين وقرئ: (ما أخفي لهم) و (ما نخفي لهم)، و (ما أخفيت لهم) على صيغة المتكلم، و (ما أخفى لهم) على البناء للفاعل، وهو الله سبحانه. وقرئ: (قرات أعين) لاختلاف أنواعها، والعلم بمعنى المعرفة، و "ما" موصولة، أو استفهامية، علق عنها الفعل. جزاء بما كانوا يعملون أي: جزوا جزاء، أو أخفي لهم للجزاء بما كانوا يعملونه في الدنيا من الأعمال الصالحة. قيل: هؤلاء القوم أخفوا أعمالهم، فأخفى الله تعالى ثوابهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية