الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد

                                                                                                                                                                                                                                      ويرى الذين أوتوا العلم أي: يعلم أولو العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يشايعهم من علماء الأمة، أو من آمن من علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام، وكعب وأضرابهما، رضي الله عنهم. الذي أنزل إليك من ربك أي: القرآن. هو الحق بالنصب على أنه مفعول ثان ل "يرى"، والمفعول الأول هو الموصول الثاني، وهو ضمير الفصل، وقرئ بالرفع على الابتداء، والخبر والجملة هو المفعول الثاني ل "يرى" وقوله تعالى: "ويرى"... إلخ. مستأنف مسوق للاستشهاد بأولي العلم على الجهلة الساعين في الآيات، وقيل: منصوب عطفا على يجزي، أي: وليعلم أولو العلم عند مجيء الساعة معاينة أنه الحق حسبما علموه الآن برهانا، ويحتجوا به على المكذبين، وقد جوز أن يراد بأولي العلم من لم يؤمن من الأحبار، أي: ليعلموا يومئذ أنه هو الحق فيزدادوا حسرة وغما. ويهدي عطف على الحق، عطف الفعل على الاسم; لأنه في تأويله. كما في قوله تعالى: صافات ويقبضن . أي: وقابضات. كأنه قيل: ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك الحق وهاديا. إلى صراط العزيز الحميد الذي هو التوحيد والتدرع بلباس التقوى. وقيل: مستأنف، وقيل: حال من الذي أنزل على إضمار مبتدأ، أي: وهو يهدي. كما في قول من قال:

                                                                                                                                                                                                                                      نجوت وأرهنهم مالكا

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية