الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون

                                                                                                                                                                                                                                      وما أرسلنا في قرية من القرى. من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما مني به من قومه من التكذيب والكفر بما جاء به، والمنافسة بكثرة الأموال والأولاد، والمفاخرة بحظوظ الدنيا وزخارفها، والتكبر بذلك على المؤمنين، والاستهانة بهم من أجله، وقولهم: أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا بأنه لم يرسل قط إلى أهل قرية من نذير إلا "قال مترفوهم" مثل ما قال مترفو أهل مكة في حقه صلى الله عليه وسلم، وكادوا به نحو ما كادوا به صلى الله عليه وسلم، وقاسوا أمور الآخرة الموهومة والمفروضة عندهم على أمور الدنيا، وزعموا أنهم لو لم يكرموا على الله تعالى لما رزقهم طيبات الدنيا، ولولا أن المؤمنين هانوا عليه تعالى لما حرموهما، وعلى ذلك الرأي الركيك بنوا أحكامهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية